مشكلة الساسة في فلسطين من الطرفين «حماس والسلطة»، أن المصالحة بينهما صارت سلعة تروّج للوساطات، وورقة يهدّد بها طرف ثالث، لذلك لم يعد من السهل تصديق خطوة في هذا الاتجاه،
لكن دعونا نتفاءل، من أفضل ما ذكر على هامش المصالحة الفلسطينية الجديدة، أن الحكومة المصرية وعدت بفتح معبر رفح في شكل مستمر، وهو متنفس مهم للقطاع المختنق، طبعاً إذا تمت المصالحة، ونجحت في الصمود.
فشل المفاوضات مع إسرائيل برعاية الأميركي خبر قديم، بل إنه من الآثار التي يجب وضعها في المتاحف، المفاوضات نفسها بهذه الصورة ليست إلا مرضاً أصاب القضية الفلسطينية، متلازمة المفاوضات هو الاسم المقترح، فشلت هذه المرة كما حدث لسابقاتها في كل مرة، شراء وقت إلهاء مع كل أزمة أو أزمات تمر بها المنطقة، لذلك فإن التصريحات من تل أبيب وواشنطن عن دور المصالحة في إفشال المفاوضات، وأنها «رصاصة الرحمة» هي كذب وافتراء إسرائيلي – أميركي معتاد.
لكن هناك جانباً آخر إذا ما استطاع الفلسطينيون النجاح فيه يمكن البناء عليه لاستعادة القضية من سوق المزايدات.
إيران عاشت وعاثت في المنطقة باستخدام الورقة الفلسطينية، وأية دولة إقليمية خارج النسيج العربي تريد التغلغل الناعم ومخاطبة الجماهير العرب، يمكنها الاستخدام الإعلامي لهذه الورقة، لكن إيران نجحت لطول نفس خطاب الصمود والمقاومة الإعلامي، ولأن لديها قوات مسلحة ممثلة في حزب الله اللبناني، ما زال يستخدم هذه الورقة إعلامياً، مدعومة بصور وبرامج وثائقية عن مواجهات سابقة مع قوات العدو الإسرائيلي.
المصالحة الفلسطينية إذا تمت على أرضية صلبة، واستطاعت سحب الورقة الفلسطينية من مزايدات إيران وحزبها في المنطقة العربية، ستحقق النجاح على أكثر من صعيد، هنا ستعود القضية إلى مسارها الحقيقي، أي السعي لحل شامل للقضية، بدلاً من استخدامها من كل طرف بحسب مصالحه، بما فيهم إسرائيل وأميركا.