طعم المرارة من الإعلام في كتاب وزير الصحة الأسبق الدكتور حمد المانع طاغٍ، وهي ليست المرارة الوحيدة، لكنها أكثر بروزاً على سطح الورق.
«لكم وللتاريخ… سيرة وزارية صريحة»، عنوان الكتاب، وهو عنوان كبير يدفع القارئ إلى انتظار الكثير، لكن ما في الكتاب من وجهة نظري لا يعبّر عن «حجم» العنوان، إلا أنه للموضوعية فيه نتف من صراحة لم نعهدها من الوزراء، باستثناء المرحوم غازي القصيبي، مع توثيق لأعمال قام على إنجازها الدكتور حمد عند تكليفه بمهمات وزارة «مزعجة» مثل وزارة الصحة. وهذا من صميم حقه، وهو في ما يبدو أحد دوافع إصدار الكتاب.
ما يزيد على 200 صفحة حاول فيها المؤلف أن يوجز ما قام به من جهود في «الصحة» وبعض الصعوبات التي واجهته، إلا أنني لم ألمس تعمقاً في المشكلة الإدارية التي سببت اختناق الخدمات الصحية. أعود إلى الإعلام الذي سبّب مرارة للوزير السابق، والحديث عن الإعلام وكأنه وحدة واحدة هو الشائع، مع أنه ليس كذلك، وتكشف بعض الصفحات أن الوزير السابق لمس عداءً له من بعض الأقلام والصحف لكنه لم يسمِّ أحداً، حتى الصحيفة التي منعت أخبار وزارة الصحة وصورة وزيرها مدة عام لم يذكر اسمها، لنقرأ شيئاً من بوحه.
«مع ما مر بي من أحداث في مسيرتي العملية، كانت بمثابة الضربات التي كنت أتلقاها على الرأس…، توقظني على واقع غير هذا الواقع الحالم الذي كنت أعيشه مع واقع الكلمة «…» الأقلام المندسة قليلة، لكنها موجودة، والمأجورون الذين يصدرون في ما يكتبون عن أجندات سوداء ليسوا جميع الصحافيين، لكنهم أيضاً ليسوا محدودي التأثير». انتهى، وهو قليل من كثير.
وكما قلت الإعلام ليس وحدة واحدة، والصحافيون والصحف والكتاب، ومؤكد أنه فيه من هذا وذاك، هو مثل الأطباء والمستشفيات والمسؤولين أيضاً.
في الكتاب يذكر الدكتور المانع كيف وصل إليه خبر تعيينه وزيراً، جاء اتصال على هاتفه يخبره بالاختيار وهو في غرفة الجراحة.
وهو ما يستدعي سؤالاً مهماً في التوزير، هل يطلب ممن يتم اختياره قبل إعلان الاختيار برنامج لما يستطيع عمله ليقارن بمرشح آخر؟ خطة ما، رؤية ما، والوزراء عند إعلان تعيينهم لا يعلنون للرأي العام خطة واضحة لما يعتزمون عمله! ولا يستنتج المراقب سوى أن لا برنامج عمل واضحاً ومحدداً يقنع بتجاوز عقبات هو المحدد أو أحد محددات الاختيار، ربما في ذلك إجابة عن أسئلة التعثر.
كل التقدير للدكتور حمد المانع الذي عرفته خلوقاً صبوراً، مع الأمنيات بالتوفيق والسداد.
استاذي الفاضل: صدقني انك لاتعرف ماذا كان بفعل المانع والحواسي بوزاره الصحه ولو عرفت لما كتبت….الوزاره لم توفق بتاريخها والقصيبي فشل في ادارتها باعترافه رغم نظافه يده.هي مكان خصب للسرقه والمحسوبيه بسبب حجم العماله وضخامه الميزانيه ناهيك عن قذاره شركات الادويه ووكلاء الاجهزه الطبيه وعدم امانه لجان التعاقد….الوضع مزري ولابد من تخصيصها وتفعيل التأمين الطبي الذي يعجنون فيه لأكثر من 11 سنه لأن تطبيقه ليس في صالح المتنفذين….ويبقى المواطن المدني والمتقاعد هو الضحيه
انتم تحدثتم عن الوزير أو الوزراء
لكن
ما رأيكم في الوكلاء الذين ( تخللوا ) في الوزارة
وهم من يدير الوزارة فعلياًً
وعلى رأسهم مدرس اللغة العربية الذي تقاعد بالمرتبة
الخامسة عشر ثم عمل له عقد بخمسين ألف ريال شهريا
وكأن ما في البلد إلا هذا الولد