يبهج النفس الاحتفاء بمبادرات صغيرة – كبيرة، خصوصاً حينما تصدر عن نفس بريئة بعفويتها وعلى سجيتها لا تتطلع إلى المديح والإشادة، ولقاء الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم بالطفل عبدالرحمن عبده محمد عبده وتكريمه أسعد الكثير احتفاء وشكراً لما قام به.
الطفل «اليمني» عبدالرحمن تبرع بمصروفه اليومي لمدة أسبوعين صدقة عن زميله السوداني المتوفى غرقاً في مسبح بالأفلاج، ولم يكن أحد من أسرة الطفل المتبرع يعلم عن فعله، كان وفاء بالخفاء، ولا أجمل.
الأمير خالد الفيصل قال: «أنا فخور بوجودك هذا اليوم في مكتبي، وأفتخر بمثلك من الأبناء الذين يضربون لنا المثل الأعلى في الأخلاق الإسلامية والقيم العربية الأصيلة، وهذا مصدر افتخار وسعادة لكل إنسان مسلم، فقد أعطيت مثلاً أعلى للأخلاق والفطرة الإسلامية».
غرس الأخلاق والقيم الحميدة ورعايتها يُؤصلان ويُزرعان بالقدوة الحسنة، وفي فعل الطفل عبدالرحمن عبده قدوة حسنة، نثر لبذور المحبة، وموقفه هذا مع موقف احتفاء الأمير الوزير أكمل العقد، سيبقى عالقاً بذاكرته وذاكرة زملائه.
«التربية» و«التعليم» بحاجة إلى مثل هذه المبادرات التفاتاً واحتضاناً، ففي مضامينها ثروة عظيمة باقية تنمو وتزدهر، في تقديري هي أهم من المناهج وأحمال الكتب، لذلك أعيد تذكير وزارة التربية والتعليم بفعل نادر واستثنائي قام به تلميذ في المرحلة الابتدائية من تبوك وهو الطفل إياد سالم البلوي، الذي قام على خدمة زميله المعوق لسنوات في ما يحتاجه داخل المدرسة لوجه الله، صحيح أن مدرسيه قاموا بتكريمه على قدر إمكاناتهم، لكن هذا الطفل بما قدمه هو قدوة تحتاج إلى رعاية وحسن احتضان، وفاء وتشجيعاً له من الوزارة والمجتمع، وهو ما أتوقعه من الأمير الوزير خالد الفيصل.