غرور المنصب

هل فقدت أصدقاء كثرا بعد خروجك من المنصب ؟
هذا السؤال أصبح من الأسئلة الإلزامية في أي حوار أو دردشة مع مسئول تقاعد ،او ترك موقعه لأي سبب، العجيب ان الأمر يظهر وكأنه كشف جديد أو سلوك عصري فجائي··رغم معرفة أن الناس تبحث عن مصالحها وتذهب إلى من يملك الأمر في هذه المصالح يمنع ويمنح ، وما أن تتراخى يده  حتى ينصرف الناس عنه، باحثين عمن شغل موقعه، مثل هؤلاء هم بالتأكيد ليسوا أصدقاء بل أصحاب حق أوحاجة ·
 الأصدقاء أمرهم مختلف،  وهو مايدفعناإلي طرح السؤال ·· من هم الأصدقاء؟ ،وهو سؤال صعب نؤجل محاولة الإجابة عليه قليلا·
أعود الى المنصب فالمضحك أن ينسى الإنسان نفسة وهو قوي  والناس من حوله يطلبون رضاء ه ، وقد  يصاب بمرض غرور المنصب ،لأن للمنصب غرور وسكرة وإنتشاء تطيح بالرؤس الخفيفة مهما كبر حجمها ومهما قيل عن علمها أو الشهادات التي تحملها ، حتى أنك تسمع لتلك الرؤوس قرقعة وخشخشة ثير العجب في نفسك، مثل هؤلاء  يصعد بهم الكرسي الى درجة لايعودون  معها يرون الأخرين بأحجامهم الطبيعية ، وكأنهم ينظرون إليهم من خلال “دربيل”  مقلوب ،الكرسي ساحر ساخر يستثمر الوقت لصالحه ليستمر في لعبته  ولو نطق الكرسي لأغرق بالضحك حتى تظهر بطانته على السطح سواء  كانت من قطن أوإسفنج ، الجالس على الكرسي من هؤلاءيعتقد أنه قد إبتلعه بينما هو ناشب في حلقومه يظهر ذلك في صوته المرتفع بمناسبة ودون مناسبة،والحقيقة أن الكرسي قد إبتلعة حتى “تدودلت” رجلاه ·
المنصب  يحدد من هم الرجال ،المغرور يوغل في غروره، والمتواضع يزداد تواضعا،وبقدر ما تجد الأول نافشا ريشه مثل الطاووس تجد الأخير متبسطا مصغيا للناس لايقاطع أحدا فهو يعي ماهو فيه · المسألة هي  في تركيبة الانسان الطارئون على المواقع صغرت أم كبرت يغرقون في وهجها  فيمسح هذا الوهج ذاكرتهم، الأصيلون يستوعبون فيزيدهم الأمر ثباتا على ثبات، اللهم ثبتنا على القول الثابت·لكن  من هم الأصدقاء وماهي سماتهم؟، وهل يعقل أن لايستطيع الإنسان  التفريق بين من يقبل عليه لشخصه أو  يتقرب منه لموقعه ،  الواقع يشير إلي  تداخل الأمور على  البعض  فلا يستطيعون التفريق بين أشخاصهم وبين الكراسي التي يجلسون عليها ،بل قد يعتقدون أنها معجونه  بهم وجزء منهم،،الأصدقاء أمرهم مختلف ولوكنا نستفيد من الذاكرة الشعبية ونتدبر أمثالها لما طرح ذلك السؤال غير المستقيم ،هل فقدت أصدقاءك بعد خروجك من المنصب ؟ للحديث صلة · 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.