قال لي أنه مصاب بمرض النقرس و الطبيب أخبره بذلك ، وإستغرب أن يتنازل مرض العظماء ليصيبه،وهو رجل بسيط ليس فيه من العظمة إلا العظام المتوارية تحت ستار يقال له جلد، ولولا طوله الفارع لأختفى من فرط نحافته، ويبدو أن الحابل أختلط بالنابل، وأن البسطاء أصبحوا يتجاوزون حدودهم ولايقدرون المقامات حتى في الأمراض ،فأصبحوا يدخلون دوائر لم يكن يحلمون بالاقتراب من محيطها،
قلت له مواسيا، وبماذا نصحك الطبيب خلاف تكرار الزيارة لعيادته العامره؟، أجاب بأنه منعه من قائمة طويلة من المأكولات تبدأ باللحوم الحمراء وتمر >بالمعاليق< من كبدة وفشة وكرشة، وما جاورها ولاتنتهي بالبقوليات، وبدا لي أن لوفرة لحوم عيد الأضحى دور في ذلك فقد يكون صاحبنا إفترى فيها مثل مايفعل غيره حيث يصوم الكثير من الناس على اللحوم الحمراء إيام الأضحى ولولا بعض الحياء لتقاطرت الدماء من أسنانهم، ولكن صاحبنا متعلق بسيجارته أكثر من أي شيئ أخر، إلى درجة لاتترك فرصة لدخول لقمه فهووأبعد من أن يكون أكولا، بل أنه يشك في مؤهلات أسنانه بسبب عوامل التعرية المختلفة، وهو إذا لم يكن مشغولا بسيجارته ينشغل في الحديث عن ذاك الذي إستعار منه كتابا له قيمة شخصية عنده ولم يعيده حتى الآن·
ولست متخصصا لأعرف علاقة اللحوام بهذا المرض المؤلم، ولكن طاري اللحم جعلني أطرح سؤالا >علينا<، فمادام الاكثار من أكل اللحوم الحمراء يصيب أو يزيد من الأصابة بهذا المرض المؤلم ، فماذا عن أكل لحوم البشر أو مانسميه >الحش< الذي يتلذذ به بعض الناس أكثر من المشويات والمقليات، لابد أن اللحم البشري يصيب بأمراض أخرى أكثر صعوبة وألما ، والعجيب أن أوساطنا برخامية واجهاتها وبمجاملاتنا الزائدة عن الحد تهد كل ما شيد ه شخص من لحمتها ما أن يتعرض لإبتلاء أو يقترف خطأ فينسى الناس كل شيء ولا يبرز في ذاكرتهم سوى ذلك الشأن الخطأ، بل هو لايحتاج لأن يخطئ حتى يصلح ويجهز للحش ·كل شيء تطور لدينا إلا >الحش< فقد بقى على حاله الأول مع تزايد في الكمية،ولازال سببا >وجيها <للتجمعات و>الدوريات<، لسحره الغريب فهو يحرك >الحواسيس< كلها حتى السادسة منها،وفي الوقت الذي لاتهنأجلسة للبعض إلا بالحش ،لايهنأ نوم بعض أخر إذا لم >يحشهم< أحد ، ومثلما يقرمرش الأكل ينقرش >الحش<·· تفقد وتأكد من أطرافك·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط