الشقيقة الشرق الأوسط نشرت حوار ظريفا الشهر الماضي مع الصحفي··· تيم لويلين مراسل البي بي سي في المنطقة والمتهم ، كماتقول الشقيقة، بالأنحياز للعرب، ومما لفت نظري في الحوار أنه آعتبر التفكير في أن هناك مؤامرة عالمية ضد العرب حماقة··، مؤامرة >عالميه<·· نعم، لاشك أن في ذلك مبالغة ، لكن وجود مؤمراة مسألة فيها نظر ، بل أن عليها أدلة ثبوتيه، وفي طيات الحوار يشير الصحفي إلي أن مشكلة العرب مع الأعلام العالمي، يقصد الغربي فيما يبدو ، تنبع من صحفيين لايعرفون المنطقة ومسؤولين فيها لايسهلون المهام بل يصعبونها ، وأي صحفي يتمني أن تسهل مهامه لكن ليس كل الصحفيين باحثين عن الحقيقة· أطرف ما في الحوار، أن الصحفي البريطاني يرى المسؤولين العرب ميئوس منهم في العبارت القصيرة المعبرة وأنهم يذكرونه بالمسؤولين البريطانيين قبل خمسون عاما في تعاملهم مع الأعلام كاميرا ومايكرفون،
لست أعرف إذا كان >لولين< يقرأ باللغةالعربية ليرى أن الجمل القصيرة مفقودة حتى عند معظم الكتاب، بل وحتى في الخبر الرسمي العربي ، فالاسهاب هو سيد الساحه، والإنشاء هو بيت القصير ومربط الفرس، أنا هنا أسهب لأثبت ذلك،
الجملة القصيرة فن صعب يحتاج إلي دراية وثقافة ووضوح في الهدف، أما الأنشاء وما أكثره فهو الطريقة السهلة لتحاشي إنتزاع أية معلومة·
كأني بالصحفي البريطاني يشير إلي أن ذلك من مسببات الصعوبات التي يواجهها الأعلام العربي عالميا، من حيث الإحتفاء غالبا بالسالب والتعتيم الغالب على الأيجابي، وفي داخل ذلك يلمس المتابع تحريضا ييسل له لعاب قلم أي صحفي، ورغم أنه يشير إلي أن بعض المسؤولين العرب بدأ يتعلم فن الحديث الأعلامي المختصر ، إلا أن تشبيهه للمسؤولين العرب بأنهم مثل البريطانيين قبل خمسون عاما فيه قسوة قد تكون قسوة محب والله أعلم، لأن المدد لم تعد تقاس بالاعوام بل بالثواني التي تتغير أثنائها أشياء وأشياء، ولم يقل لنا للأسف كيف تجاوز البريطانيون ذلك وماهي الطرق التي إتبعوها، ليجيدوا فن الجملة القصيرة، فالاعجاز يأتي بالإيجاز والزيادة كالنقص·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط