تحت عنوان “ضياع مستقبل جدة.. من التخطيط.. إلى التفريط” كتب المهندس محمد سعيد فارسي، أمين جدة الأسبق، مقالاً مطولاً في جريدة البلاد يوم الأحد الماضي، قدمه بذكر لجهوده في خدمة جدة المدينة عندما كان أميناً لها مشيراً إلى وضع جدة الحالي الذي أصبحت معه بدون خدمات وكادت تتحول إلى مدينة عشوائية، لكن المهندس محمد فارسي لا يكتفي بتشخيص حالتها بل يذكر وجهة نظره في الأسباب التي أوصلت جدة لهذا الوضع المتردي، وهو من هو معرفة وخبرة بجدة، فيقول بشجاعة أدبية فريدة ما بين قوسين أنقله هنا بنصه وعلامات تعجبه لتعميم الفائدة!..
(لقد بدأ الدكتور خالد عبدالغني “يقصد أمين مدينة جدة السابق” سلسلة هبوط الدرج من السقف العالي الذي وصلنا اليه بصلاحيات أمين جدة التي تسلمها شامخة نظيفة فحوّلها جميعها لمصلحته الشخصية!! وتنازل عنها للآخرين وتحولت جدة إلى مطمع لكل من أراد أن ينهش من أراضيها، بل وساعد بالتساهل مع الآخرين على تبوير حدائق عامة مملوكة للبلدية لصالح الأجيال القادمة من أبناء جدة، بل ووصل به الضعف أن يطبق منحاً على أراض مشتراة من أصحابها بمئات الملايين من الريالات لكي تخصص خدمات عامة ومواقف للسيارات وحدائق أشهرها الحدائق حول قصر صاحب السمو الملكي ولي العهد المعظم على شارع الأمير فهد وحول مبنى المحكمة وعلى الكورنيش الشمالي وغيرها الكثير في جميع الحدائق الكبرى بدءاً من الحديقة الصحراوية وحديقة النباتات وحدائق المنطقة الجنوبية وحول قصر خزام. وزاد على ذلك أراضي ساحل البحر على طول 56كيلو متراً من الكورنيش الجنوبي وهو من أجمل الشواطئ الرملية على البحر الأحمر.
لقد تركت أمانة جدة وبها مائة وخمسة من المهندسين السعوديين على أرقى مستوى من شتى التخصصات.. ومنهم من حصل على درجات الماجستير أو الدكتوراه ولكن دمروا بالتشتيت وبالنقل أو بالرَّكن وإبعادهم إلى مكاتب مكيفة الهواء ليصبحوا بعيدين عن اتخاذ القرارات غير السليمة ولغير صالح جدة. حتى لم يبق في جدة أراض للمدارس والمستشفيات والحدائق إلا في ذهبان وأم السلم فهل يرضي هذا أحد؟.
وفي النهاية أكرر تعجبي لماذا هذه الظاهرة في الاستيلاء على أراضي الخدمات العامة في جدة فقط. ولا نراها أو نسمع عنها تتكرر في المنطقة الشرقية أو الرياض؟؟).
انتهت المقتطفات من مقال المهندس محمد فارسي الذي سيكون حديث الشارع والمخططات، وأود أن أشكره على الشفافية نيابة عن كل مواطن مهتم بالمال العام وسوء استخدام المنصب فهو قد أتاح لنا معلومات لم نكن نستطيع الحصول عليها موثقة بهذا الشكل ومن مسؤول سابق يعي أهمية وخطورة ما ذكر، وهذا جزء من القضية والجزء الآخر والأهم هو ضرورة التحقيق في تلك الاتهامات حفاظاً على المال العام وحتى يطمئن الناس ولإتاحة الفرصة للأمين السابق للدفاع عن نفسه من اتهامات سلفه، أما تعجب المهندس من ظاهرة التعديات وأنه لم يسمع مثيلاً لها في المنطقة الشرقية والرياض وتكرار تعجبه من أنها في جدة وهو فيما يبدو يقصد الحجم ويظهر أن سببه أن جدة.. غير!!.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط