كان “الشريطي” في السابق هو أحق من يلقب بالمنشار لأنه يأكل في كل أتجاه، وفي أمثالنا الشعبية يقال عن فلان أنه ضرس أعلى أي أنه يأكل ولا يؤكل عليه، وما أكثرهم، هذا في السابق الآن أكبر ضرس أعلى ومنشار أو مناشير هي في الحقيقة البنوك المحلية فهي ،اللهم لاحسد، تربح في الكساد والرواج،وأرباحها في تصاعد عجيب النصفية والسنوية، ولو كانت التراخيص لأفتتاح البنوك غير مقيدة أو ممنوعه بالأصح ، لصارت البنوك لدينا مثل البقالات ومطاعم المثلوثة والحنيذ،نظرا للربح الوفير، والصرف القليل، في مقابل هذه الأرباح الضخمة المتنامية يبرز تساؤل عن الدور الأجتماعي للبنوك، قد يقول قائل أنها توظف الالاف من السعوديين، وهذه حقيقة ليس فيها منه فلولا عمل هؤلاء لما تحققت تلك الأرباح، وأتحدى أن يقدم أي بنك كشفا بما صرفه علي مشاريع إجتماعية ، مع الحاجة الماسة لذلك، لأن الرقم سيكون ضئيلا ودافعه في الغالب والله أعلم المجاملات، وفي دولة صغيرة مجاورة توجد في داخل البنوك إدارات إجتماعية معنية بتطوير الأحياء التي تقع فيها الفروع، فهي تنظر لواقع متطلبات تلك الاحياء وتبادر بتبني مشاريع تنفع الناس، وهي دعم ودعاية للبنوك نفسها ووسيلة من الوسائل القوية لربط سكان تلك الأحياء بتلك الفروع، نوع من الولاء للبنك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، تصوروا حدوث ذلك لدينا مع كثرة الفروع التي تعرف أهل الحي عن الأخذ فقط، ومع هذه الأرباح الكبيرة فإن الخدمات لم تتحسن بل هي تستمر في التراجع وكانت بنوك معينة في فترة مضت تقدم خدمات افضل مما تقدمه الأن رغم أن ارباحها تصاعدت، والفروع غرضها جلب الدراهم فقط ، ومع عدم فتح الباب لبنوك جديدة فالمتواجد الان منها في غاية الراحة ، بل أن بعضها لم يستطع رغم الصرف الهائل إيجاد أنظمة حديثة تتلافي الاخطاء في حسابات العملاء،لأن المنافسة ضعيفة جدا،
بنوكنا تتنافس في أشياء أخرى ، منها موضة تعيين الأجانب في المناصب القيادية والأصرار علي ذلك، ولا أقصد المناصب العليا فقط بل الوسطى أيضا، وتجد بعضهم أو بعضهن من الموظفين والموظفات كل يوم في بنك ليخطفهم بنك أخر بعد رفع العرض، والعارفين ببواطن الامور لايرون فيهم أو فيهن تلك الخبرات الخطيرة التي تستحق المنافسه الشرسة، الموضة الأحدث هي توظيف زوجات الأجانب خصوصا القياديين منهم، فقد كنا في ما سبق نواجه مشكلة المحرم الذي يأتي مع متعاقدة وبقدرة قادر وعلاقات يتسنم مواقع لم يستقدم لها ، الأن تطورت المسألة في البنوك خصوصا ولأن أعمالها مكشوفة إلي توظيف الزوجات وفي مواقع مهمة تتناسب مع مواقع أزواجهن،
كنا في المحارم وأصبحنا في الحريم، ومادامت الأرباح تتقافز والمصروفات محدودة والتراخيص لبنوك جديدة مقيدة ، والرقابة خطابيا وأشبه بالرقابة علي زيت الزيتون الذي لم يستطيعو أن يستخرجو منه “البنزوبيرين “فلم لا يسرحون و····”يمرحن”·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط