تقول > عطني أذنك<، عندما تريد أخبار أحد بسر من دون سماع المحيطين، لكن >عطني وجهك< عبارة وطلب جديد علي ، والمشهد الذي بثه التلفزيون الأسبوع الماضي
ذكرني بمسرحية >بني صامت<، وهي مسرحية قديمة جميلة للثنائي سعد الفرج وحسين عبد رب الرضا، المشهد لمذيع تلفزيوني يقوم بوصف سباق الجنادرية للهجن، وبعد السباق قام السيد المذيع بلقاءات مع الأطفال الفائزين بالسباق، وأصر المذيع، الذي نسي المايكرفون مفتوحا، على أن يعطيه الطفل صاحب المركز الأول ··· وجهه!، طبعا هو يريد الوجه لأجل الكاميرا، فعندنا الوجه هو الذي يتابع الكاميرا وليست الكاميرا لأنها من الثوابت التي تبحث عنها كثير من الوجوه، الطفل لم يستوعب الأمر ويحاول وسط إزدحام الرجال وجثثهم الضخمة حماية نفسة حتى >لايروح في الرجلين<، وكأني بالطفل يسأل نفسه كيف أعطيك وجهي أستنسخه مثلا، المهم أنهم أخذوا وجه الطفل بالقوة وعرضوه على الملأ بعد أن سأله المذيع أسئلة بإسلوب >نزري<، أى أقرب إلي التحقيق أو التوبيخ،و الطفل يريد على نفس الموجه، ولست أعلم >وش اللي مطير المذيع<، هل تأثر وتحمس من سباق الهجن أم هو البحث عن السبق الأعلامي!؟، ولماذا تم >تفريص< الأطفال بذاك الشكل، وهم من نعرف ضعفا وهشاشة، وتكفي الواحد منهم >كندره< لتأتي بأجله·
المايكرفون لازال مفتوحا والمذيع يصرخ بمساعديه الاقرب >للبدي قارد<··هاتو الثاني، ويصرخ المساعد هاتو الثاني، ويتم إصطياد الأرنب أقصد الطفل الثاني، ويمر بنفس المراحل ويرد على الأسئلة وعلى نفس الموجه المتوترة، هنا تذكرت >بني صامت< ··شاي···شــــــــــــــاي، الفائز الثالث لم يسلم فقد ··”هاتوه” أيضا ،تجاوز الإمتحان، ماهي أسباب هذا التوتر الذي نقله المذيع و مساعديه للمشاهدين، ولماذا تلك الطريقة في التعامل مع الأطفال ، وذلك الأزدحام حول موقع التصوير ماهو سببه ومعظم المتواجدين ليس لهم علاق مباشرة بالموضوع هل هو·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط