قف للمتسول

يتعامل المتسولون المحترفين مع الناس على أنهم آلات صرف نقود متحركة ، جزء منها محمل على سيارة ،وجزء آخر  يمشي على أرجل ، ويكاد بعضهم يساعدك في البحث عن النقود ··في جيبك طبعا ، وتختلف بطاقة الصراف التي يستخدمها هؤلاء  ، تبدأ من اللسان ولاتنتهي بتقارير طبية· في تحقيق صحفي لفتت جريدة “الرياض” الإنتباه إلي طالبة جامعية··· تتسول، من ضمن مجموعة من المتسولين تم إيقافهم، ومن الواضح أن التسول أصبح للبعض بديلا لخارج الدوام الذي تم تقليصه، وعند أخرين هو صنعة في اليد، والجميع يعتقد أن هناك نقودا زائدة تحتاج لمن >يقحشها<، لزيادة وتنويع مصادر الدخل ، إلا أن الهجمة الأخيرة من المتسولين  تستوقف الإنسان فهل أكتشف البعض  ميز التسول من أن دوامه في منتهي الحرية ولايوجد عليه أي نوع من الرقابة ولاتحتاج إلى توقيع أوختم، كذلك عدم حاجته إلى رأس مال فهو > المهنة< الوحيدة التي تحتاج إلى رأس مال بالسالب ووصل الأمر بالتسول في بلادنا  قيام بعض حفارى القبور بالتسول من المشيعين في تلك اللحظات الحرجة،
مطالبتي يوم الخميس بسعودة >قطاع< التسول، لها هدف إقتصادي ،يماثل في أهميته الهدف الأنساني ، وهو المحافظة  على السيولة المحلية بدلا من  نزيفها إلى الخارج ، فإذا كنا نتفهم أن تحول المليارت من مختلف القطاعات المنتجة إلى الخارج  فلايمكن لنا فهم تحويلات >قطاع< التسول إلا إذا كنا مقتنعين بصورتنا لدى بعض المجتمعات ، أننا  شبه جزيرة من النقود المتطايرة·
صديقي نشر أعلانا في صحيفة >محلية< أبراءا لذمة والده الذي توفي يرحمه الله ويغفر له  ، وضمّن الأعلان أرقاما للهاتف والفاكس، ولم يتوقع أن يفاجأ بسيدة ترسل له فاكسا  من دولة مجاورة،
أول ما وقعت عينا صاحبي على الفاكس تنازعته الأفكار، وأخذ يقلب ذهنه يمينا ويسارا  ،وطرح تساؤلات هل تزوج الوالد من تلك الديار ،وبعد أمعان في القراءة أكتشف شيئا آخر فقد بدء الخطاب بالترحم على المتوفي والتعزية بالمصاب ثم جاءت إلى إبراء الذمة لتستغلها و تطالب بالمقسوم بدعوى حالتها المتردية ووضعت رقم الحساب  ، فهل يعتقد بقية المتسولين أن في ذممنا حقوقا لهم ولذلك يهاجموننا في مكان ، من الواضح أن المشكلة ليست فيهم بل فينا نحن مواطنين وأجهزة·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.