دعوة لوزارة المعارف

نوّه الزميل عبدالعزيز الجارالله في مقال سابق بمبادرة وزارة المعارف، التي تنازلت فيها عن ما مقداره سبعة وعشرون ألف متر مربع في طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لصالح المشاة، حيث تقوم أمانة مدينة الرياض حالياً بتنفيذ مشروع ليصبح أمام مبنى الوزارة الجديد ساحة رياضية لهذا الجزء من مدينة الرياض، وقد تكون الوزارة هي الجهة الحكومية الوحيدة التي سيتمشى الناس حول مبناها خارج أوقات الدوام الرسمي ومن دون حمل ملفات علاقية خضر ومن غير توتر. هذا القرار جدير بالتنويه والثناء والمشروع أثر باقٍ على الأرض لصالح الناس ولعله سنة حميدة إن شاء الله يتبعها مثلها، والزميل الجارالله اقترح على مختلف الجهات الحكومية أن تحذوَ نفس النهج وتصوروا لو تم ذلك كيف سيتغير وجه العاصمة وكيف ستنقلب إيجابياً علاقة ساكنيها بها الذين لا يعرفونها إلا من وراء زجاج نوافذ سياراتهم. ولاشك أن هناك فضلا لا يمكن التغاضي عنه للنساء الحوامل اللاتي كن أول من مهّد ذلك الطريق بخطواتهن، وضربن بعرض الحائط سخريات بعض المراهقين الطائشة، وتعليقات رسامي الكاريكاتير، بل إن إصرار الحوامل دفع بمشاة جدد إلى الميدن فيهم نسبة لا بأس بها ممن سخروا منهن في السابق. وزارة المعارف تنجح، ولو على نطاق مبناها وحدود إمكانياتها، فيما فشلت أمانة مدينة الرياض فيه، ولو بذلت الأمانة جهوداً مع الجهات الحكومية التي تمتلك أراضي يمكن التنازل أقول التنازل عن بعض منها للمشاة لتغير وجه المدينة لكن الأمانة مشغولة بواجهات الرخام الأبيض ونسيت الرصيف بعد أن تم دفنه إما بكراسي المقاهي أو حفر الأشجار اليابسة، لم يكن المشاة رقماً مهماً في المدينة، كانت قيمتهم فيما يركبون، لهذا كانت ولازالت المدينة مدينة سيارات، بادرت وزارة المعارف ممثلة بصاحب القرار فيها وزيرها د. محمد الرشيد جديرة بالتقدير والدفع إلى الأمام . إن هناك الكثير من الجهات الحكومية التي تستطيع أن تقوم بما قامت به المعارف فالعاصمة من الكبر والاتساع والفقر بميادين المشاة بحيث تستوعب كل مبادرة جديدة في هذا الاتجاه، ولا أعتقد أن وزارة المعارف قد خسرت شيئا يذكر بل حققت أرباحا في كل اتجاه، أقلها تقدير الناس لهذه المبادرة، ولأن الحاجة أكبر في مدينة مترامية الأطراف مثل مدينة الرياض فإن وزارة المعارف مدعوة لترسيخ هذه السنة الحميدة، ولتؤكد أنها فكر ونهج مستمر وذلك بتطبيق نفس الفكرة على أرض كليات البنات التابعة الآن للوزارة والتي تقع على زاوية الدائري مع مخرج رقم 9، وهي أرض مساحتها كبيرة جداً، بحيث لن يؤثر التنازل عن جزء منها على حاجة كليات البنات مستقبلاً، والمشاة يستخدمون رصيفيها على خطورتها لرياضة المشي كل مساء واعدادهم تزداد، لعل معالي وزير المعارف د. محمد الرشيد ينحاز مرة أخرى للناس، وتفعلها المعارف مرة أخرى، ويصبح ذلك نهجا يتبعه مثله، ولو كنت صاحب قرار في وزارة البلديات لتسلمت شعلة الفكرة وقمت بجولات للإقناع بها في مختلف مدن الوطن التي تشكون من جفاء مع المشاة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.