العلة

علة الألفية سببها الإنسان وليس الكمبيوتر ،فهذا الأخير جهاز  فيه  من الوفاء الشىء الكثير، ولو قارنته بالبشر لوجدت أنه أطيب من كثير منهم ، فهو يعيد ما ألقم إياه لايزيد ولاينقص، وهو لاينسى في حين أن آفة الإنسان النسيان ومعه التناسي  المتعمد،إضافة إلى الزيادة والنقصان، و الكمبيوتر لايقول لك  لا أتذكر، أونسيت  ، في حين أن الإنسان لايتذكر إلا عندما يطلبك نقودا، والجهاز أيضا عملي ليس له علاقة بالمزاجية و”المود” فمادامت أجزاءه جيدة  ومصانه فهو لايكل ولايمل من العمل والحشو في دماغه، وهوحافظ للأسرار لايمكن أن يعطيها إلا لصاحبها ما دام حريصا عليها ،أما الإنسان فيمكن بسهولة تغيير كلمة السر التي تفتح “نافخوه” فيعطي كل ماعنده  لمن هب ودب، والكمبيوتر لا يتكلم إلا عندما تطلب منه ذلك  ويسكت بضغطة زر في حين أن كثير من البشر تحتاج معهم  لعدة أزرار إما  ليصمتوا، أو ليتكلموا، وأجهزة الكمبيوتر متشابهة في كثير من المميزات وهناك حد أدني تطمئن إليه عند التعامل معها وشكلها دائما ما ينبئ عن مخبرها أما البشر فكل فرد منهم يحتاج إلي توصيف وتقييس معين وهو ما يتطلب منك أن تجرب فتضيع حياتك في التجريب هذا يصلح وهذا لايصلح وهذا نحاول إصلاحه·
 علة الألفية إذا حدثت ستعيد تاريخ العالم مائة سنة إلي الوراء تصور أن تعود مائة سنة  لتعيش عوالم أخرى قدتكون قرأت عنها أو شاهدت فيلماتاريخيا عن بعض أحداثها ،الا تتمنى أن تعيش ولو يوما واحدا في ذلك الزمن 1900،لابد أن الهواء أنقى والغذاء أفضل والتعقيد لاأحد يعرفه، والصداع  عارض لم يكتشف بعد كما أنه ليس هناك هاتف جوال أوسيار ، ولن يوجد في جيبك ولا بطاقة واحدة بمعني أن الحياة أفضل وأيسر وأكثر سهولة،
وعلى طريقة بعض البشر الذين يفكرون فيما  لايعقل ولايفيد  ، صديقي “المطيور” قلق مما سيحدث للبشر بعد ثمانية آلاف سنة حيث قد يحتاج الكمبيوتر إلى تعديل لزيادة عدد خانات التاريخ، صديقي أخر أذكي منه إستفاد من هوس الألفيه بالاعتذار لزوجته عن السفر في هذه الأيام بسبب الأخطار المتوقعه و إلي أن “تتبقش” الأمور، مفيدا أنه مرابط والله وحده يعلم أين هذا الرباط·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.