“وجهت وزارة الخارجية السعودية سفارات المملكة بالتعاقد مع محامين للدفاع عن المواطنين وتوفير هاتف وفاكس يعملان، في مقار السفارات، طوال اليوم لتلقي استفساراتهم ومطالبهم”.
هذا ما نشرته جريدة “الشرق الاوسط” وهو خبر مفرح يبعث البهجة في النفس، ورغم ان مثل هذا الاجراء يأتي متأخراً كثيراً لكن البهجة قائمة مع وضعه موضع التنفيذ وهو ما يستدعي التنويه للاجراء الجديد.
لقد عانى المواطنون خلال أسفارهم لأي غرض كان كثيراً من المصاعب إما بسبب سوء فهمهم للأنظمة، او تعرضهم لعمليات نصب وابتزاز واضطر بعض منهم للاستعانة بسفارات اخرى لدول شقيقة بسبب فراغ خلفه عدم وجود تلك الخدمات وهي من صلب وظائف السفارات.
ذلك الوضع جعل من السعودي صيداً سهلاً بل انه دفع الكثيرين منهم لعدم التفكير باللجوء لسفارة بلاده والاعتماد على نفسه مع نقص في الخبرة وضعف الامكانات.
وأعلم مثلكم ان انطباعا تولد عن السائح السعودي وان سمعته في بعض البلدان ليست بذلك النقاء، ولكن هناك المسافرون لغرض الاستشفاء والدراسة والعمل وحتى أولئك الذين يسيئون التصرفات بحاجة للحماية والرعاية ماداموا يحملون الجواز الاخضر، الحماية من انفسهم والحماية من استغلال اوضاعهم، وتعوّد المسافرون من المواطنين الذين يتعرضون لحالات نصب او ابتزاز او سرقة سيارات وامتعة ان يبتعدوا عن المطالبة بحقوقهم لأن الدهاليز الطويلة في بلدان عدة، قد تجبرهم على دفع مبالغ اكبر مما يبحثون عن استرداده او خوفاً من ان الدخول في تلك المتاهات قد يجلب الاساءة الى السمعة فمجرد ورود الاسم يكفي لأن يتم التكفل بل والتبرع من الآخرين باضافة الباقي وكل حسب هواه وخياله.
والسعوديون المسافرون خصوصاً للبلدان الغربية يتعرضون منذ احداث 11سبتمبر للتمييز والاستفزاز وهي اساليب لم يتعودوا عليها وقد يكون لهم ردود افعال تجرمهم حسب قوانين تلك البلدان، ومن تواجد في بلاد الغرب تلك الفترة يعرف ذلك حق المعرفة، هذا الواقع يجعل المسؤوليات الجديدة على السفارات كبيرة فالقضية بالنسبة للمواطن هي شعور بالاطمئنان ووجود سند حقيقي له في غربته وحفاظ على الكرامة.
والحديث عن السعوديين في الخارج يقودنا الى اوضاع المتهمين المسجونين في غوانتانامو من مواطنينا وابناء جلدتنا والذين لا نحب التحدث عنهم، ولاتعرف حقيقة اوضاعهم، وسواء كانوا متهمين او مدانين مع يقيني ان الجهات الرسمية تتابع اوضاعهم ولا أنسى ان اسجل ان لا محاميَّ واحداً، من محامينا تطوع للدفاع عنهم في حين تقدم بعضهم للدفاع عن شركات التبغ.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط