الشرهان

منذ زمن وأنا انوي الكتابة عن محمد بن علي الشرهان  الراوية السعودي المعروف في الخارج أكثرمن الداخل، وسبب الرغبة في الكتابة  حوارتلفزيوني معه قبل فترة طويلة في تلفزيون الكويت، إستطاع فيه تملك  إنتباه المشاهدين بعفويته وبساطة حديثه ومخزونه الثري من الشعر والحكايات الشعبية·
هذا الرجل يستقبل بالترحاب في الجزائر وإيران نعم ايران والكويت والامارات وأخيرا شد تلفزيون قطر في رمضان انتباه المشاهدين بسلسلة برنامج الراوي الذي يعده ويقدمه راويتنا المغمضة أعيننا عنه، ورغم أن شريحة لايستهان بها من مجتمعنا تهتم بالشعر والتراث الشفهي الشعبي ، الا ان إبن شرهان لايتواجد لدينا الا في إذاعة الرياض وهو أمر تشكر عليه ،الأمر العجيب أنه ليس له حظ مع تلفزيوننا العزيز،إلا من لقاء وحيد وقديم على ما أتذكر،  حتى أن حظوظ أبو خالد في صحافتنا لا تقارن بحظوظ بعض المبتدئين في نظم الشعر الشعبي· هاتفت أبو خالد في العشر الاواخر من رمضان المبارك أعادة الله علينا جميعا بالصحة والخير العميم،لأهنئة علي نجاح البرنامج القطري ، ولأعاتبه سائلا اياه لماذا لايخص تلفزيوننا ببرنامج مماثل، لأكتشف انه لم يتلق دعوة لاعداد مثل هذاالبرنامج!؟، ويبدوا ان افكار البرامج التلفزيونيه تعد لدينا بآسلوب المعاريض والإلحاح وشيء من الواسطة الله أعلم بقدر حجمه، ولهذاالسبب تستمر برامج هزيله لسد فترات البث لان القائمين عليها خبروا الدهاليزولديهم المقدرة على النفاذمن هذه الطرق المتعرجة، برنامج مثل هذا كم يكلف ياترى؟، دلة صفراء، وتمر بلاستيكي وسجادة أو بساط يجلس عليه أبو خالد، أم يلزم أن يقدم من شركة إنتاج ليلتفت إليه·
الخافي الظاهر أن الناس الذين يحترمون ما يقدمون ويقدرون من يقدمون لهم ،لايبتذلون أنفسهم ويعرضونها ويلحون في العرض أنهم يعتقدون أن هناك من يميز الجيد من العادي أو الهزيل،وينتظرون وأبو خالد واحدا منهم ، ولو تواجد مثله في مجتمع أخر لتجاوزت شهرته الافاق وأصبح مرجعا للمنطقة في التراث الشعبي الشفهي، ولكن يظهر أن بعضا من مبدعينا لابد أن يحصلوا علي شهادات إعتماد من الخارج حتى يعترف بهم في الداخل لذلك  تجدون بعض الكتاب مثلا يطبعون إنتاجهم في دور نشر خارج البلاد،المهم أن إبن شرهان حصل على الشهادة >الكبيره< من خارج البلاد، وتكونت له قاعدة من المشاهدين لايمكن تجاوزها ،وأصبح أمر تجاهل استثماره  محليا غير مقبول على الاطلاق، ولم يعد يحتاج الأن سوى إلى بعض الواسطة·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.