مصع

كتبت مرة··> إذا لم تستح فأمصع ماشئت <،   وللمصع في    الميدان التجارى شواهد لعل أطزجها ماقامت به حملة حج تجارية عندما إستغلت إسم سماحة الشيخ الجليل عبد العزيز بن باز يرحمه الله وأموات المسلمين أجمعين ، ولقد أكبرت مثل غيري موقف أبناء الشيخ الذي تميز بالسماحة والأريحية · والملاحظ على حملات الحج  ومؤسساتها التي تتواجد الآن في كل >عاير< وشارع و>شعيب< أنها إختارت وأنتقت من الأسماء مايشع جمالا ورونقاء وبهاء ،لم يعد هناك كلمة في قاموس اللغة العربية تشير إلى السمو والفضيلة والصفاء إلا وسجلت بإسم واحدة من تلك الحملات، ولعل خدمات هذه المؤسسات ترتقي إلى أسمائها، رغم أن الحرص على الجذب بالشكل والأسم لايبعث دائما على الإطمئنان بل قد يؤدى إلى الشك والريبة ·
أعود إلى   المصع  وأنواعه  وهي كثيرة المتدوال منه يبدأ من مصع الآذان وينتهي بمصع الرقاب و في المنتصف يأتي مصع الأكتاف التي يتلذذ بأكلها الماصعون ، والمصع له إخوة أشقاء هم الشلع ،الملع ··و الخلع و ويتبعهم بالتأكيد·· معلمهم ومدرسهم وقا ئدهم··· البلع، فهو الهدف والغرض من وراء كل ذلك،  والمصع يبدأ بتحديد الهدف   ثم شده  شدا قد يؤدي إلى التمزق، والعلاقة بين  إبن مصعان وهو الأسم الحركي للماصع والممصوع هي العلاقة بين الظالم والمظلوم بدون قصد مرة وبقصد وتلذذ مرات، والمصع يستلزم ويتطلب القوة والبطش وغلاظة الحس  متوجا ومؤطرا بالإنتهازية  ، والشعور بالطمأنينة والآمان والتمكن،فهذه شروط متطلبة ليستطيع الماصع من مصع مايريد من دون تعرضه،كما يعتقد، لأذى أو خدش، إلا أن أبرز شرط وعنصر  هو إنعدام الحياء والإستحياء والخشية من الله تعالى ثم من خلقه ، وإذا إنتشر المصع بين الناس قيل عنهم >قوم مصع< ، والمصع التجارى الذي ذكرت مثالا عليه هو من النوع الخفيف غرر من خلاله بمجموعة من الطيبين وقد يكون، من باب حسن النية،له دافع طيب ·  وهو لايقارن   بأنواع أخرى أشدا إيلاما من  المصوع يطول ذكرها وتبيان الفروقات بينها مع إتفاقها على سلب حق من صاحبه ، ومثلما يمارس بعض الأفراد المصع بتلذذ تمارس دول ذلك أيضا لعل أكبر الأمثلة القريبة على طغيان الدول    مصع الروس لحقوق أخواننا الشيشان، أمام سكان الكرة الأرضية جميعا، اللهم لاتجعلنا ممن يسلب الحقوق ولاممن تسلب حقوقهم·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.