الكل إستبشر بتخفيض الرسوم الجمركية، ،التخفيض السريع والجريء إشارة واضحة إلي الجدية في مسيرة الاصلاح الأقتصادي، هذا التخفيض أفضل بمراحل من زيادة الرواتب التي تم تداول شائعات حولها، لو تم زيادة الرواتب لقام التجار بما يقومون به عادة أي زيادة الأسعار، وهم يزيدونها بنسبة أعلى فلا أحد يراقب أو يدقق، وتذهب الزيادات من جيوب الناس لتصب في جيوبهم، الناس الآن ينتظرون على أحر من الجمر إنخفاض الأسعار لكل السلع، النتيجة الطبيعية هي إنخفاض الأسعار ، هذا إذا كنا نصدق بأن آلية السوق هي التي تحكم أسواقنا، ولأنني من غير المؤمنين أن آلية السوق تحكمة بل اراها ألة قديمة لاتعمل إلا لصالح العارضين وضد مصالح المستهلكين، فإنني لا أتوقع إنخفاضا واضحا وشاملا في الاسعار، وإن كنت أتمناه، لأسباب سأتناول بعضا منها في هذا المقال، قبل ذلك أشير إلي بعض مايدور في الاسواق من أن الاسعار لن تتغير وأن تخفيض الرسوم لن يؤثر وهي أحلام لبعض التجار هدفها تصريف بعض البضائع إلا انها لاتخلو من كلمة حق يراد بها باطل·
لماذا لن تنخفض الاسعاررغم تخفيض الرسوم علي الواردات 7في المائة؟·
……….
لأسباب منها أن تحديد الاسعار أصلا من قبل التجار لم يبنى علي أسعار الاستيراد فمعلوم للقاصي والداني أن خزينة الدولة تخسر الملايين بسبب التزوير في الفواتير التي يتم علي أساسها إحتساب الرسوم، ولو تم إلزام التجار بربط تسعيراتهم بفواتير الاستيراد لأنقلبت الصورة وتغير ت الاموروأصبحت بلادنا أشبه بمنطقة حرة كبيرة أو حققت خزينة الدولة مداخيل تفوق دخل البترول ، السبب الثاني الذي سيساهم في كبح الانخفاض المتوقع في الاسعار هو أن المستودعات الممتلئة بالبضائع والتي يضبط بعض يسير منها بسبب التجاوزات المفجعه من غش ونحوه، ستغرق الاسواق بما فيها بعض منه بعلاته ،خاصة مع العقوبات المبسطة والغرامات التي لاتتعدي رسوم أرضيات أيام معدودة، والتي لاتقارن علي الاطلاق بحجم التجاوزات التي يقوم بها بعض تجار لاتنشر أسمائهم لانها تتميز بعصمة عجيبة، ولأن سوقنا هو سوق إحتكار القلة في غالب السلع فإن هؤلاء لديهم القدرة والدراية للصمود بنفس الأسعار السابقة ،خاصة مع ربط عرض سلع بشراء سلع أخرى مطلوبة وحركة دورانها الاستهلاكية أسرع·
هل أنا متشائم؟، لا أعتقد فقد قيل أن المتشائم هو متفائل لديه خبرة؟، اللهم إلا ان تنتفض الجهات التي تراقب الأسعار والتي لو طلبتم مني أن اسميها لما عرفت·
آلية السوق موضة من ضمن الموضات الاقتصادية أخذناها شكلا وبلع مضامينها التجار·
القارئ الكريم ابوفيصل من الشرقية أرسل رسالة يقارن فيها أسعار بعض المنتجات الوطنية في أسواقنا وأسواق مجاورة ليتوصل الي نتيجة أنهم يخفضون هناك ويرفعون الاسعار علينا، ويتسائل أبو فيصل، هل يحق لنا رفع دعوى ضد من لايحمي المستهلك؟، أخي العزيز لست قانونيا ولكن أبواب ديوان المظالم ليست ببعيدة·
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط