زمن كان فيه الناس يستحيون

نحن بحاجة إلى فتوى من فقيه معتبر، يفتينا في سؤال يقول: هل توظيف الأقارب من البِر أم من الهدر؟ وهل له شروط؟ وما هي؟ وحتى يكون السؤال دقيقاً تجب إحاطة الفقيه المعتبر بالواقع الوظيفي المحيط وأحوال الناس. ومن أمانة السائل والسؤال وضع الفقيه المعتبر أمام دوافع التوظيف ومسبباته ونتائجه المحتملة، هل هي حاجة الوظيفة إلى الكفاءة أم حاجة في نفس يعقوب. ومع التناقض الصارخ الذي يراه الواحد منا في مجتمع التطلع إلى الوظيفة جزءاً رئيساً من همومه ويوصف بالتدين ويراهن فيه على «الوازع»، كحصان وحيد في سباق مكافحة الفساد، ينتاب المرء هاجس وخواطر، ويقارن بين ما كنا عليه وما «دحدرنا» إليه!
في زمن سابق كانت هذه الممارسات موجودة ولكنها قليلة، ومع عدم ردعها بالأنظمة أصبحت من وسائل «الشراء» و«البيع»، تتعاقد الشركة مع جهة حكومية ما فتوظف أبناء أو أقارب و«قريبات» صاحب القرار فيها، لتكون هي ومصالحها الخاصة في صلب القرار، ولتنزوي المصلحة العامة في ركن قصي. لاحقاً وبعد سنوات ارتفع مستوى المد للعقود في الأجهزة الحكومية، وكان الشعار المرفوع إذا ما تمت المكاشفة «جيزي جيز غيري»! في زمن كان «وجه بن فهرة» شاذاً منبوذاً في المجتمع، يرمى به كل محروم من الحياء والمروءة، وكان الوجه «المغسول بمرق» تهمة شائنة، مَن يوصف بها يسارع إلى مرآة المغسلة، باحثاً عن بقايا البصل والكوسة والطماطم المعجون في قسماته، ويبدأ بالدعك، الآن أصبحت هذه «شهادات» يتصدر بها الشخص المشهد، كل المشهد.
خارج «ساعة» الدوام وفي المقهى الذي يعرض على شاشة كبيرة مباراة تبث «حصرياً» في قناة «الظل» الفضائية بين فريقي «الجرجير» و«البقدونس»، وبالمصادفة البحتة التقى «الهدر» بـ«الوازع»، وتجاذبا أطراف الحديث، وسط ازدحام وصيحات من رواد المقهى مع كل هجمة مرتدة وصافرة حكم محبطة.
ثبت مرة أخرى أن الصدفة خير من ألف ميعاد، إذ اكتشف «الهدر» علاقة قرابة «رضاعة» بالوازع، وتفاجأ الوازع بأنهما يتشاركان العمل ساعات، وليس ساعة واحدة في الحفلة التنكرية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على زمن كان فيه الناس يستحيون

  1. محمد. كتب:

    اعجبتني الحفلة التنكرية ولكنني انبه الى اداة حربية يستغلها أعداء البلد وهي أن تجبر الدولة على وضع شخص (خمام) في مكان نظيف ليقوم بتحويله الى مكب للنفايات
    مثال:
    موهبة بدأت برجل واحد ثم استقطب سبعة فنيين كنت أحدهم وقمنا خلال ست سنوات بأعمال منها:
    1- مجلة موهبة (توقفت عن الصدور)
    2- مجلة محكمة لنشر الأبحاث العلمية على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي (وئدت في مهدها)
    3- لقاء المخترعين السعوديين وتحول في نسخته الخامسة الى لقاء خليجي (حول الى ابتكار يقام كل سنتين وبتكلفة 12 مليون بينما كان لقاء المخترعين يعطي فائضا تستفيد منه موهبة في برامج اخرى وبعد أن اقميم لثلاث مرات توقف)
    4- برنامج كن مبدعا في المدراس الحكومية (اوقف)
    5- حاضنة الرياض للتقنية (اوقفت واعيد الدعم 15 مليون لشركة سابك)
    6- برنامج المبدع الصغير(اوقف)
    7- برنامج التلمذه (أوقف)
    8_ برنامج الاثراء المتواصل (اوقف)
    9_ برنامج الابتعاث والتدريب في مجالات الموهبة (اوقف)

    هذا وبقي برنامج انتل العلمي السنوي كواجهة اعلامية
    وبقيت البرامج الصيفية بشكل مشوه وغير لائق.

    موهبة انتهت حيث بدأ العمل أمينها صاحب المعالي.
    وهذا سيكون ماشيا على مختلف المؤسسات الأخرى
    والخطة بسيطة ضع في رأس الهرم من يهدمه.

التعليقات مغلقة.