‘اركــد ‘

اركد هو الشعار الذي أقترحه لحملة المرور القادمة، الشعار الحالي “اعقلها وتوكل” قد لا يفهمه ويعيه البعض كما ينبغي، كل هؤلاء من غير الراكدين الذين يتطايرون في الطرقات عن يمينك وعن يسارك ولو حصل لهم لطاروا من فوقك، كلهم يعتقدون أنهم عقلوها وهم لا يعقلون، هناك سائقون يعتقدون أنهم يقودون سياراتهم لكنها في الحقيقة تقودهم!،، أحياناً إلى مقصدهم وأحياناً أخرى إلى أقسام الطوارئ، إن وجدوا سريراً وعناية في الإسعاف!، تراهم يتأرجحون في داخلها ينتباهم فرح صبياني بهذه اللعبة الحديدية، لكنه صلف بني البشر وذاك الأمل بحياة لا تنقطع!؟، في رأي كل منهم أن الحوادث تقع للآخرين فقط!.
سائق المركبة هو السبب الرئيسي للحوادث، هذا أمر فرغ منه لكن لا أحد يلتفت للأسباب الأخرى، وحتى أولئك الذين يضعون 99% من المسؤولية على سائق المركبة يجب أن يتذكروا أنهم يسوقون سيارتهم، فهم معنا في النسبة، لكن هل الشركات المقاولة التي لا تضع إشارات واضحة ليلاً ونهاراً على حفرياتها تعقلها أم لا، هل المسؤول عن متاريس الأسمنت المسلح التي تسد طرقات من دون أي تنبيه قد عقلها أم لا، وتلك الطرقات والمنحنيات التي عرفت بالحوادث بسبب التصميم مثل نهاية طريق مطار الملك خالد من الذي يجب أن يعقلها؟!.
لو كنت من المرور لأصدرت خريطة للحوادث تبين حسب نسبتها ونوعها أماكن وقوعها في المدينة وما حولها ولا أنسى أكثر الأوقات التي تحدث فيها، وجود مثل هذه الخريطة سيبين للناس المواقع الأكثر خطورة، وهي لن تكلف المرور شيئاً يذكر مادام يحتفظ بتقارير الحوادث ولديه كم هائل، كما يفترض، منها ، الناس بحاجة لأساليب جديدة في التوعية وليس هناك أكثر تأثيراً من الحقائق ولا يتبقى سوى حسن توظيفها، ولو كنت من المرور لأعدت النظر في الحدود العليا للسرعة في الطريق الدائري الذي أصبح داخل المدينة ولازالت السرعة فيه كما كانت عليه عند افتتاحه، ولو كنت من المرور لجعلت الناس من مستخدمي الطرقات يقتنعون أنني لا أتصيد أخطاءهم ولا أترصدهم بقدر ما أحاول حمايتهم من أنفسهم ومن أخطاء الآخرين.
وفي مقال سابق طرحت فكرة أن يعاد النظر في أسلوب معاقبة المراهقين المتهورين، سواء كانوا مفحطين أو مسرعين، والفكرة التي لم يلتفت لها أحد للانشغال بأمور أهم، تتلخص بأن يكون عقابهم بالعمل ساعات معينة في خدمة ضحايا الحوادث، عقاب اجتماعي، سيفيد على أكثر من صعيد أقله أن لا يضطر هؤلاء المخالفون إلى الاختلاط بأصحاب سوابق يتعلمون منهم ما هو أخطر مما أوقفوا لأجله، ستوفر للمرور عند تطبيق هذه الفكرة رسل ودعاة في أوساط صغار الشباب وسيؤثرون أكثر من أي وسيلة إعلامية وبتكلفة أقل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.