معرض الكتاب

لدى الكثير منا قناعة غير إيجابية بمعارض الكتاب الداخلية، والسبب أن عبارة لا يسمح بالوصول إلى هذه الصفحة كانت تطبق على الكتاب قبل مواقع الإنترنيت، لكن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً ملموساً في مرور الكتب وسبق وأن أشدت بهذا التطور في حينه، وعرف ا لسعوديون والسعوديات في معارض الكتاب في العواصم العربية وفي مكتبات لندن بأنهم من أهم الزبائن ويسهل إقناعهم بالشراء إما بالعنوان أو بأن هذا الكتاب مطلوب ونفذ وهذه أخر نسخة متبقية، رغم أن المستودع ممتلىء، وتنطلي مثل هذه الأساليب البليدة على البعض، وكانت هذه المعارض عذراً يحتج به لدى بعض المحرجين من السفر، لا يبتعد كثيراً عن عذر ” الفيز” واستقدام العمالة الذي شاع في زمن ماض، ومن النكت في معرض الكتاب الذي انتهى يوم الجمعه إشاعة تقول أن إحدى دور النشر ستعرض كتبا وأن هذه الكتب سيتم منعها، ولا أعرف مصدر الإشاعة لكنها مضحكة والأكثر هزلا قناعة البعض بها،
لكن وجدت في معرض الكتاب الخامس تقدما في العناوين المعروضة وعدد دور النشر، وأعتقد أن الجهد المبذول يستحق الشكر خصوصاً من الشباب المتواجدين طوال فترة المعرض، وحتى يتطور هذا المعرض أسوق هنا بعض الملاحظات لعل أهمها على الإطلاق هو سوء التكييف أو انعدامه في بعض أجزاء المعرض، وهو ما أجبر بعض العارضين على جلب مراوح ومكيفات متنقلة وأستغرب أن يحدث هذا في جامعة لديها كليات في كل تخصص وإمكانيات كبيرة، ارتفاع درجة الحرارة لم يكن يسمح حتى للزوار بأخذ وقتهم، لأن اختيار كتاب ثم القرار بشرائه ليس مثل شراء سلعة أخرى، اللهم إلا بالنسبة لهواة جمع الكتب وحفظ العناوين، وليس من السهل أن تبحث عن عنوان معين، رغم وجود جهاز الحاسب، وتعاون شباب الجامعة وأقراص لا تحتوي سوى على جزء يقل عن نصف العناوين الموجودة، وفي هذا المعرض تداخل عرض الكتب مع الوسائل التعليمية وحتى الترفيهية، ولا أعرف تحت أي تصنيف سمح بمثل هذا التداخل، ولهذا المعرض فضل في التعريف بالأسعار، ورغم قناعتي أن أسعارا خاصة، أكثر ارتفاعاً، تخصص لنا نحن بحكم انطباع قديم بارتفاع دخل سكان هذه البلاد، في هذا المعرض اكتشفت أن بعض دور النشر السعودية التي لجأت لترجمة الكتب الأكثر مبيعاً وما إلى ذلك من وسائل الجلب تشطح بأسعارها مقارنة بكتب متشابهة مترجمة وبطبعات معقولة بل ممتازة من دور أخرى غير سعودية، وكان على إدارة المعرض أن تواكبه إعلامياً بما ينبغي كان من المفيد أن يصدر تقرير يومي عن أكثر الكتب مبيعاً، وكان من المفيد أيضاً حصر الإصدارات الجديدة للكتاب السعوديين من مختلف دور النشر والإعلان عنها بدلاً من محاولات الكتاب أنفسهم بإمكانياتهم البسيطة للتنويه بأعمالهم، أما الوقت المخصص للنساء فهو قصير جداً وكان من المفترض أن يخصص وقت أطول لهن ويكون للعائلات، لعل إدارة المعرض تستفيد من هذه الملاحظات مستقبلاً ولا زلنا ننتظر منها إحصائية للمبيعات، فهي مفيدة إلى درجة كبيرة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.