أعلنت وزارة الزراعة البدء بمسح ميداني، حدد بحسب ما نشرته «الحياة»، في أنه «يستهدف 21 مرضاً حيوانياً عابراً ومستوطناً بحلول العام 2020». وقالت الوزارة إن مشروعها ضمن خطة متكاملة لمواجهة تحدي ارتفاع معدل الإصابات بالأمراض الحيوانية والآفات.
والوزارة في حقيقة الأمر في حاجة إلى استعادة ثقة المواطن في مسألة حرصها على صحة الحيوان لأجل صحة الإنسان، وفي قضية العجول التي استوردت ثم وصلت إلى مكة، والملابسات التي صاحبت هذه الشحنة، ثم ما نشر من مقاطع مصورة أنه تمت إعادتها من قبل التاجر الذي استوردها علامات استفهام وتعجب لم تبادر الوزارة بالإجابة عليها، خصوصاً وهي قد أكدت في بداية القضية أن الشحنة سليمة، حتى هذه اللحظة لا نعلم مصير العجول وصحتها.
أثناء ذروة الاهتمام بشحنة العجول المتجولة تواصل معي بعض الإخوة الأطباء البيطريين حول واقع الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية، معروف أن في القارة الأفريقية أمراضاً غير موجودة في بلادنا، لكنها مع الاستيراد تتسلل، وفي قضية «حمى الوادي المتصدع»، التي دخلت من جازان واستوطنت لسنوات حالة موجعة، قيل إنه تمت السيطرة عليها، وأتمنى أن ذلك حقيقة، من المعلومات ظهور أمراض جديدة، في المنطقة الشرقية مثلاً اكتشف مرض التهاب الجلد العقدي الذي يصيب الأبقار على رغم أن البلاد خالية منه، في الأغنام اكتشف انتشار «طاعون المجترات الصغيرة» خلال السنوات السبع الماضية، ومرض الحمى القلاعية وخطره على الأبقار، إذ ينتقل فايروسه إلى مسافة 60 كيلومتراً، هذه لمحة سريعة أخذتها من مختصين، فما هو الحل؟
فتح الاستيراد جيد من الناحية الاقتصادية وخفض الأسعار، لكن يقترح بعض البياطرة أن يقنن هذا الفتح في مواسم معينة مع رقابة مشددة، ويمكن إما استيراد الذبائح جاهزة من مصدرها أو إنشاء مسالخ في الموانئ تحوطاً من نقل الحي منها وهو مصاب. هنا يتحقق الوفاء بحاجة السوق مع التحوط من الأمراض، والخسائر من انتشار أمراض تصيب الحيوانات كبيرة، بما فيها تضرر صحة الإنسان، وهناك دول لا تعلن عن أمراض أصابت ثرواتها حتى لا تتضرر صادراتها. كل هذه الخطوات قد تكون في علم الوزارة، لكن عليها أولاً استعادة الثقة، فالمحطات المتوالية من حمى الوادي المتصدع إلى كارثة الإبل وأنفلونزا الطيور، وانتهاء بشحنة عجول، غامضة المصير والحالة.