«سامبا» و«ساما» .. أين الخلل؟

لو بحثت قليلاً ستجد أن مجموعة سامبا المصرفية حصلت على أكبر عدد من الجوائز المزركشة التي تقدمها مجلات اقتصادية «عالمية» وسط الاحتفالات المعهودة وفلاشات التصوير، آخرها كان حصول «سامبا» على جائزة «أقوى بنك في الشرق الأوسط والمملكة»، منحت له من قبل مجلة «ذا آسيان بانكر»، وهي ليست الوحيدة فالسجل حافل بمثل هذه «الحلي».
والمجلات و..«الفعاليات» على اختلافها في العادة لا تمنح «الجوائز» لسواد العيون، بل هي توظف لأهداف لا تظهر في الصورة، والخبر عن هذه الجائزة وغيرها مما تحفل به صحفنا المحلية بشكل موسمي.
أقوى بنك في الشرق الأوسط والمملكة متعطل عن الخدمة منذ أيام، وتم وضع مجموعة من الموظفين والموظفات في الواجهة للرد على اتصالات العملاء بجواب واحد «خلل تقني يجري العمل على إصلاحه»، والـ 24 ساعة تتحول إلى 48 وهلم جراً. فحتى صباح يوم أمس الجمعة لا تزال خدمات البنك متعطلة. أو «أنت وحظك»، إذ قال أحد الموظفين إن بعض العملاء تمكنوا من السحب من خلال الصراف وبعض آخر لم يتمكن. إلا أن الخلل التقني «قائم»، ويبدو أنه سيتسمر إلى وقت غير معلوم، و«تويتر» حافل بشكاوى العملاء. وسط حالة التعطيل لمصالح عملاء تحولوا إلى أسرى خدمات إلكترونية، صمتت «ساما»، مؤسسة النقد السعودي، وهي التي تتغنى دائماً بمستوى وتقدم التقنية في «القطاع المصرفي السعودي». على رغم أن من مسؤوليتها، وهي المشرفة على هذا القطاع، ضمان حسن الخدمات، والتحقيق في أسباب ما حدث في «سامبا» بشفافية تعلن للعملاء، وطمأنتهم على أموالهم وحقوقهم.
«سامبا» أو «البنك السعودي الأمريكي» سابقاً، كان من البنوك الأوائل في خدمات التقنية، وكان لأداء موظفيه طابع خاص، وبعد التحول إلى مجموعة «سامبا» بسنوات قليلة بدأت الخدمة في الانحدار، وأصبح الموظف «نفسه في خشمه» ليتراجع مستواه بين البنوك المحلية، لسبب أو أسباب لا نعلمها، المؤكد أنه لن تنفع جوائز المجلات ولو كثرت في تحسين الصورة، فالضربة موجعة، وتأثيرها على الثقة في إدارة البنك ستطول، فهي أول مرة بحسب علمي يحدث فيها مثل هذا العطل لبنك في السعودية كل هذه المدة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.