«اللعب.. نورن»

هل هو مصادفة أن الملايين تذهب إلى اللاعبين في الأندية والمنشدين في المزاين، أم أنه فكر يترسخ استكمالاً لحلقات برامج الجذب المليونية المستنسخة بصورة رديئة؟
ثم ما هو الأثر العميق المتوقع على فئة الشباب من المجتمع، وهي الفئة العريضة التي طالما ارتفعت أصوات التصريحات عن أهميتها والاهتمام بها؟
هل سيتمكّن الأب من إقناع ابنه أن العلم أو الدراسة أهم من لعب الكرة والهوس بمشاهيرها؟ وماذا عن أب يهوى ابنه الطرب وموهوم بحسن صوته وعذوبته، وهو يرى جوائز الملايين تذهب إلى «قطاع» الشيلات؟
والصورة غير مكتملة هنا، فالجانب الأسوأ أنه – أي الفتى أو الشاب – يشاهد يومياً أصحاب الشهادات العليا، وهم إما يبحثون عن وظيفة أو يعملون في أعمال أو وظائف برواتب متدنية وبعيدة عما تعلموه سنوات طويلة!
لا شك في أنها مفارقة محيرة ومسألة عسيرة على الفهم، فالتحول هنا من العلم نور إلى اللعب نورن والإنشاد مراد!
في كرة القدم سيقال إنه الاحتراف والسوق، طلب وعرض، يحكم قيمة هذا اللاعب عن غيره، لكن ما هي القيمة المضافة التي نتجت من الاحتراف الكروي؟ فحتى المستوى العام مقارنة بالسابق في انخفاض! أما في الإنشاد فالمحرك هنا رسمي في جوائز «المزاين»، ولا تسألني عن القيمة المضافة!
وإذا كانت المسألة محاكاة للغرب ومحاولة للحاق بالمتطور والمتقدم، فهي لم تكن السبب في تطوره، بل نتيجة له، ولها ضوابطها في حدوده، أما تقدمه على غيره من الأمم والقارات فلأنه أعطى للإنسان وحقوقه قيمة عليا، قلما تجدها في بلاد أخرى.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.