عالم يمني حصل على ميدالية ذهبية من هيئة كوندي العلمية المجرية عن اختراع طبي، الخبر اوردته (الرياض) قبل ايام من مكتبها في صنعاء، وإذا كان ما فهمته من الخبر دقيقاً فإن الاختراع سيحدث نقلة كبيرة في علم الطب، وهو عبارة عن جهاز لتوسيع الأوعية الدموية وتنظيفها من الترسبات واعادة المرونة لجدرانها كل هذا عن طريق موجات صوتية، ومن دون آثار جانبية.
تبهج النفس وتومض بالأمل مثل هذه الاختراعات، في عالم يسوده القتل والظلم واستلاب الحقوق واللهث وراء المال والشهرة ولو دوساً على الرقاب، وبصراحة أنا لا أعرف هيئة كوندي هذه ومصدري الوحيد هو الخبر، ولا أثق كثير بتلك الهيئات التي تعيش على تقديم الجوائز، وأذكر مؤسسات تجارية عادية حصلت على جوائز لم تتعد مجسمات مذهبة وشهادات مطبوعة أو مطبوخة والغرض كله هو اللمعان الإعلامي ولو مؤقتاً، هذا ليس تشكيكاً في اختراع الدكتور خالد عوض نشوان، وللعلم فإن رئيس اللجنة العلمية العليا المجرية قال، في الخبر ايضاً، ان المخترع يستحق جائزة نوبل، كل ما اتمناه ان يكون الخبر صحيحاً، وأذكر انه قبل سنوات والتركيز الإعلامي قائم على قدم وساق على مرض الايدز ان اعلن طبيب مصري عن اكتشاف علاج ساحق لهذا المرض، اطلق عليه “أم أم”، وتركز الاعلام حول الدكتور شفيق، وهذا اسمه إذا لم تخني الذاكرة، وأعلن الأخير ان شركات الادوية العالمية تحاربه وما إلى ذلك، ومرت السنون ولم نسمع شيئاً عن ال “أم أم” ولا حتى في “الأف أم”، واتساءل هل يجب على المخترع العربي حمل عقله وأفكاره إلى الخارج لتظهر على السطح ويهتم بها!؟ ولم لا تنجح الاختراعات في الداخل، أم اننا اعلامياً نحتفل بمشاريع لم تر النور بعد ومازالت أفكاراً في أذهان اصحابها!!. حتى اختلط علينا الأمر، ولم نعد نفرق بين الحقيقة وأحلام اليقظة.. وما دمنا في سيرة الخارج، الغرب تحديداً، هل تعتقدون انهم مثل بعض المديرين عندنا يسرقون أفكار الآخرين ثم بعد فترة من النسيان تظهر على السطح على انها أفكارهم، لا أتصور ذلك على الاقل بالقدر الموجود في مجتمعاتنا!؟ ولأن الاختراع بالاختراع يذكر فقد نشرت هذه الجريدة عن الفتاة السعودية التي ابتكرت جهازاً لشحن الهاتف الجوال من الطاقة الحركية، عند المشي أو الجري، وهو اختراع رائع سعودي مائة بالمائة فنحن الوحيدون في العالم الذين نمشي ونحكي بالجوال أكثر من غيرنا، على اعتبار انه.. “جوال”! لكن المخترعة السعودية الشابة اصطدمت مثل كثير من المخترعين قبلها بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية و… الإنترنت! والتي تسير معاملات شهادات براءات الاختراع لديها على ظهر سلحفاة، هذا قبل انشغالها بحجب صفحات الإنترنت، أما مع هذا الانشغال فهي معذورة جداً.
ونتحدث عن صراع وتحديات بين الأمم، وموقعنا على خارطة الكرة الأرضية تحت قشرتها! فالمخترع.. والعالم أسفل اهتماماتنا، قابع في الظل وقد ينظر له البعض على انه موهوم أو “فيه سكن”!!، لكن تفاؤلا تصورا معي لو ان مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والإنترنت طورت من اهتمامها بالمخترعين اصداراً للبراءات تشجيعاً وتسويقاً لافكارهم بنفس السرعة التي تحجب فيها المواقع.. تصورا كيف سيتحسن أمرنا!؟ لو كنا في السماح مثلنا في المنع لاصبحنا عالماً آخر.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط