توظيف الحميّة

إذا أردت أن تشتهر ويُعرف اسمك ويُردد كلامك يوفر لك كثير من زوار ومستخدمي وسائل التواصل في السعودية والخليج العربي ذلك، فقط عليك أن تشتمهم أو تسيء لبلادهم، حتى لو لم تكن شيئاً مذكوراً، وحتى لو كنت في بلادك مدحوراً، وإذا كان كلامك (شتائمك) في الشأن السياسي سينبري لك المهتمون بالسياسة ثم يتبعهم غيرهم، أما إذا كنت من المهتمين بالشأن الاجتماعي فلديك أيضاً الفرصة نفسها وربما أكثر اتساعاً ورحابة، فقط غيّر الموجة قليلاً وانتقد شأناً اجتماعياً أو اسخر منه.
يرد بعض الأصدقاء في «تويتر» على حماسة البعض للرد على كل باحث عن بقعة ضوء في العالم الافتراضي بأنها من الحميّة الوطنية، ولا أشك في ذلك على الإطلاق لكنَّ النتائج سلبية، فهي تدل على أن شخصاً غير مؤثر في واقع وحقيقة الأمر حقق تأثيراً وهو جالس في مكتبه، وهي تفتح له المساحات كواجهات إعلانية لعرض بضاعته المسمومة، وتقوم بتسويقها إلى أكبر قدر ممكن من المتلقين، فهلَّا جربنا الإهمال، ماذا سيحدث ويتغير إذا تم إهمالهم، بالنسبة لنا سنوفر طاقاتنا لما هو أفضل، بالنسبة لهم سيُدفنون ويموتون كمداً، بل إن وسائل الإعلام التي تعودت على استضافتهم ستنصرف عنهم، لعدم حضورهم في السوق الإعلامية.
إن قيمة تلك الأسماء التي تعودت شتم السعودية ودول الخليج ترتفع بمقدار الاهتمام، اهتمامنا نحن بما يقولون وترديده والرد عليه، وكلما زادت موجة الاهتمام يتم شحنهم أكثر بطاقة شتائم جديدة.
هل يمكن توظيف الحميّة التوظيف الأمثل، لا شك أن هذه مسألة صعبة لكنها ممكنة إذا ما سعينا جادين إلى ذلك، فالحميّة لها وجهان سلبي وإيجابي، وكلما كانت إلى «الركادة» والحكمة أقرب قبل الفعل بالنظر إلى نتائج الفعل المتوقعة والمرجوة، كانت أقرب لتحقيق النتائج الإيجابية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.