الوعود الأميركية الجديدة

القمم التاريخية في العاصمة السعودية الرياض ركزت على محاربة الإرهاب مع وضع نظام الملالي الإيراني أمام مسؤولياته المتراكمة في دعمه للإرهاب وتجييشه الطائفية واستخدامها للتدخل في شؤون البلاد العربية والإسلامية، ونحن في انتظار رؤية أفعال على الأرض خصوصاً من جانب الولايات المتحدة الأميركية، التي تدعم بشكل غير مباشر الطموحات الإيرانية في العراق وإن صعّدت تصريحاتٍ إعلامية ضدها، وفيما فشلت الإدارة الأميركية في تجهيز جيش عراقي وطني طوال سنوات عهدي بوش الابن وأوباما، تغاضت عن حشر الميليشيات الطائفية العراقية – الإيرانية تحت عباءة الجيش العراقي «الجديد»!، ذهبت كل جهود إدارات واشنطن المتعاقبة هباءً منثوراً هكذا تقول الصورة، أما المضمون فواضح المعالم في صناعة المشكلة، سرّحت الجيش العراقي ثم قالت إنها ستبنيه من جديد، والنتيجة أنها قدمت بلداً منهكاً مجوفاً من دون قوات تحميه لإيران.
كيف يمكن أن نصدق نوايا الإدارة الأميركية والمخطط الإيراني في العراق يسير بشكل حثيث، آخر الأخبار إصدار تصاريح أحزاب سياسية لميليشيات طائفية مرتهنة القرار لطهران، ولم يعد أحد يتذكر الوعود الأميركية بديموقراطية في العراق لم يرها العراقي حتى في أحلامه، النتيجة لهذه الوعود دمار شامل واجتثاث طائفي وقتل على المذهب يستهدف السنة العرب.
هناك حال من الالتباس المقصود في عمل السياسة الأميركية في المنطقة، فهي وإن انكفأت في سورية إلى حدٍّ ما، سمحت وشجعت على تجذر الهيمنة الإيرانية في العراق، ودعمها للعبادي لم يغيّر شيئاً يذكر سوى خفض الصوت الطائفي الذي كان نوري المالكي يرفع لواءه، أما على الأرض فلم يتغير شيء يذكر، إيران هناك وتتجذر أكثر فأكثر، وكل يوم يمر يزداد عدد الضحايا بالآلاف من المواطنين العراقيين السنة، وحتى الشيعة العراقيون الذين يرفضون استيلاء طهران على مقدرات بلادهم، مع أن صوتهم أضعف إلا أنهم في دائرة الاستهداف. الاختبار الحقيقي للحرب على الإرهاب يجب أن يتركز على الدولة الداعمة، وما حدث ويحدث في العراق وانتشار تداعياته للمنطقة العربية مسؤولية الدول التي اعترفت بخطأ الغزو والتدمير، وهل بعد الاعتراف الأميركي – البريطاني من دليل واستحقاق فعل ناجز، وإذا لم يتم فعل على الأرض العراقية يضع حداً للمطامع الإيرانية فإن كلام الإدارة الأميركية ووعودها لا تختلف عن اعتذارات توني بلير فلا قيمة لها، هي ليست سوى مخدرات جديدة.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.