صيغة «التعاون» في اسم وعمل «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» هي أفضل الممكن، وأفضل ما تم التوصل إليه ولم يستطع تطويره خلال أكثر من ثلاثة عقود من الزمن. و «التعاون»، من حيث كونه صيغة عمل، أخفى كثيراً من الخلافات، فكان النشاط الأبرز في تحقيق النجاح متركزاً في الجانبين الاقتصادي والاجتماعي، أما السياسي والأمني فتخلفا على رغم أهميتهما الحيوية لكل الدول، التي دائماً يذكر تميزها بأنظمة حكم متشابهة. والسبب اختلاف سياسات كان التعاون في حقيقة الأمر يقوم بدور الغطاء عليها، ولم تستطع أمانة المجلس التحول إلى وعاء فكري استراتيجي- مع خاصية اتصالها بالقادة- يستثمر حرص الدول على استمرار «التعاون» كل هذه المدة، بوصفه أطول عمل عربي مشترك عمراً، ليتطور إلى مستوى أفضل يحرص على نزع الألغام وحل الخلافات من جذورها، فالأمانة بقيت مقيدة بدور سكرتارية من خمسة نجوم، ولم تتحول إلى كيان له دور استشرافي ينزع الألغام ويهدي الفرص.
على المستوى الشعبي روج الإعلام الرسمي الخليجي شعار «خليجنا واحد»، وهو في واقع الأمر ليس واحداً، تستثنى من ذلك حال وحيدة، اتحد فيها المجلس وفرضتها الظروف الخطرة، بعد موقف السعودية الحازم من غزو الكويت، الذي هدد كل الدول الأعضاء.
طوال عمر المجلس وانتظام اجتماعاته ولجانه شكل «أمنية» وحدة أو اتحاد لشعوب الدول الأعضاء، لكن هذا من قبيل الأماني، مثله مثل شعار «خليجنا واحد».
ثلاث دول من مجلس التعاون (السعودية والإمارات والبحرين) أعلنت موقفاً صارماً من السياسة القطرية، فيما وقف كل من الكويت وسلطنة عُمان موقف الحياد، في المعلن على الأقل، وهو دور مفيد للقيام بوساطات وقطع الطريق على تدخل دول أخرى قد تكون لها أهداف أبعد، فالمعروف أن الوساطات أحياناً تقوم بصب الزيت على النار بدلاً من إطفائها. وسط هذه الأزمة، ما هو مستقبل مجلس التعاون؟ وهل هذه هي نهاية المجلس كما عرفناه؟ هل استنفد أغراضه بصيغة التعاون الفضفاضة تلك؟! وهل ستعاد صياغته من جديد، إذا استمرت قطر في ممانعة التعامل المرن مع مطالب شقيقاتها؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
نحاول ننسى سالفة المجلس افضل
خجلانين من حل المجلس ..
هذا الخجل يشبه زواجا استمر لسنين طويلة والطلاق هو الحل لكن الخجل يمنع
قطر خانت مرة ومرتين وثلاث وتآمرت ووضعت يدها بيد العدو هنا وهناك
قطر لا يؤمن لها جانب خانت في اليمن وتعاونت مع العدو وتجسست لصالحه !
ولن يتم حل الازمة هذه الا بتغيير النظام كاملا فالشعب لا دخل له فهو مغلوب على أمره !
انتهينا
إن القلوب اذا تنافر ودها – مثل الزجاجة كسرها لا يجبر