المطب الذكي

أرسل إلي صديقي أبو فراس مقطع فيديو عن مطب ذكي، ربما شاهده بعض منكم، المطب لا يرتفع عن الأرض إلا عند وصول سيارة مسرعة، أما إذا كانت السيارة تسير بالسرعة المقررة يبقى المطب الذكي «منسدحاً» على مستوى الأرض، وعلاقتنا بالمطبات الاصطناعية قديمة، لكنها في معظم الأحوال ابتعدت عن الذكاء، لا من جهة مواضعها وحجمها، ولا من جهة التعامل معها من كثير من السائقين، يجد السائق في طرقاتنا مهرباً من المطب الأسفلتي باللجوء إلى الرصيف أحياناً، أو بالقفز عليه بأكثر من طريقة غير سليمة بالطبع، حتى السيارة لدينا في يد بعض السائقين تمارس القفز بالزانة! ويا ويلك لو ما انتبهت! وحققت بعض المطبات الاصطناعية فوائد خصوصاً أمام المدارس والمستشفيات والمساجد، إلا أن وجود ثغرة تعرف عليها بعض السائقين جعلها أكثر خطورة، فالمشاة يطمئنون بوجود مطب على افتراض تخفيف السيارة سرعتها، لكن قائدها يصر على السرعة ذاتها أو يزيدها ثم يمرق من الثغرة غير بعيد عن المشاة الآمنين.
فكان أن أصبحت وسيلة الوقاية «أحياناً» مصدراً للخطر، كما أن أكثر المطبات الاصطناعية بلون الأسفلت ذاته لا ترى بشكل مناسب في الليالي، وإذا صبغت بألوان تبهت بعد فترة قصيرة. وأصل المسألة هو عدم الالتزام بالأنظمة، وسببه عدم تطبيقها بحزم في مختلف المواقع، تراكم سنين طوال من إهمال المرور، حتى أصبحت شوارعنا مدرسة للإهمال المروري، طبعاً لا حل أمام هذا إلا بتطبيق الأنظمة، وهو أمر لا يبدو حصوله قريباً، ولا أعلم هل يحل المطب الذكي المشكلة لو استخدم، أم يجد له السائقون «الأذكياء والمتذاكون» ثغرات هو الآخر؟ وهو المتوقع لأن الذكاء و«الشطارة» عندنا متوجهة للسلبيات أكثر من الإيجابيات.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.