عرف الجمهور الفنان فايز المالكي ممثلاً كوميدياً يجتهد في إضحاك المشاهدين، من خلال تناوله كثيراً من القضايا الاجتماعية، وتعددت الشخصيات التي تلبسها في مشواره الفني، لكنه أضاف إلى هذا البعد الفني عمقاً إنسانياً على أرض الواقع، بتناوله من خلال حسابه في «تويتر» ووسائل تواصل أخرى حالات إنسانية مختلفة يموج بها المجتمع، استثمر فايز كثرة المتابعين له والشهرة التي وصل إليها استثماراً أمثل، فاستطاع إيصال أصوات محتاجين كثر إلى جهات حكومية أو شخصيات عامة، وتوجه فايز هذا جديد في الوسط الفني، فالجهد الذي يبذله فيه تجاوز جهده في مهنته أو عمله الأساسي، وهو التمثيل، وكنت أقول له حينما نتحادث إن عليه الحرص عند تبني حالات تصل إليه، فمهما كنا نتعاطف مع حالات إنسانية فهناك من يستغل هذا فيزوّر تفاصيل أو يضخمها، وهذا يضع من يتبنى الحالة الإنسانية «كما وصلت إليه» في حرج حينما يتم اكتشاف التزييف أو المبالغة، وأظن أن فايز المالكي ناله نصيب وتضرر من حالات من هذا النوع، وفكر في التوقف أكثر من مرة، إلا أن جانبه الإنساني يتغلب على هذه العقبات.
في هذا الجانب يفترض بالجهات الحكومية المعنية أن تكون أكثر مرونة حينما تصل إليها أو يتم توصيل حالة إنسانية إليها، بمعنى أن التأكد من صحة الحالة هو مسؤوليتها وليست مسؤولية من توسط فيها، فلا يمكن لفرد الحصول على معلومات هي متوافرة أو يمكن توفيرها من خلال أجهزة لديها موظفون هذه مهمتهم. والقصد ألّا يتحرج الرسمي من طرح حالة إنسانية، بل لينظر في المسألة على أنها معلومة مجانية وصلت إليه.
فايز المالكي أضاف بعداً للعمل الفني، وأعطى للشهرة قيمة أهم من «نفخ الذات» والتمتع بإشادات المعجبين والتصوير معهم، وسواء أكنت من المعجبين به فنياً، بصفته ممثلاً أم لا، فإن تجربته في العمل الإنساني فريدة من نوعها في مجتمعنا، ليس في الوسط الفني فقط، بل في وسط المشاهير، فله مني الدعاء بالتوفيق والسداد.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط