ألا يمكن فعل شيء تجاه خطر القتلة الافتراضيين، هل نصمت أمام خطورة ما تقذفه الشبكة العنكبوتية من ألوان شتى من الأخطار، بعضها ما يسمى «ألعاباً» زوراً، تتجاوز الحدود وتغرز الرعب والخوف في الأفئدة، وصلت إلى حد تشجيع أطفال ومراهقين على الانتحار، ولماذا لا تقوم قيامة هيئات حقوق الإنسان الدولية ومنظمات الأمم المتحدة «الإنسانية» تجاه هذا الخطر المتزايد؟!
ولو وضعت كلمة «الحوت الأزرق» في محرك البحث «غوغل» لاكتشفت ماذا فعلت هذه اللعبة، بوصفها نموذجاً وليس استثناءات، بمصير شباب أودت به إلى التهلكة، ومجتمعات أصبحت أكثر قلقاً، لا يعرف الفرد فيها من أين يؤتى. وسواء أكان الفتى السعودي الصغير- عمره 13 عاماً، شنق نفسه في الـ11 من شهر رمضان الحالي – من ضحايا هذه اللعبة أم غيرها فإن الخطر متحقق بما فيها من أفكار سلبية تحشر في الأدمغة الصغيرة، تنوعت وتعددت، وظهر في مقطع رجل يحذر بألم ويخبر عن الحادثة قائلاً: إن «الضحية» ابن عم له، وإن السبب تلك اللعبة.
ولا يمكن هنا التعويل على دور الأسرة ورمي المسؤولية عليها وحدها، فالعالم الافتراضي مفتوح ولا يمكن أن تقفله، ولو أقفلته من هذه الجهة لتسرب بيسر من جهات أخرى، لذلك لا بد من صياغة فعل رسمي تجاه هذه الآفات الافتراضية من ألعاب وغيرها، وتجريم مخترعيها ومروجيها، ولماذا لا نبدأ نحن بتولي حمل هذه الراية الإنسانية؟ إن الهيئات الدولية مشغولة بانقراض كائنات حية وتلوث الهواء وغيرها من أخطار تحدق بالأرض، وهي كلها توجهات حميدة ما لم تستغل لأهداف سياسية واقتصادية، لكن المثير والمستغرب هو الصمت المطبق تجاه هذه الأخطار، وكأنها أصبحت مثل الخصوصية الفردية، التي تم تغييرها وتسطيحها من شركات إنترنت «الحوتية» لمصالحها التجارية، وكأن الفرد والأسرة هما المسؤولان عنها فقط، على رغم أنها تدمر المجتمعات والدول.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط