هل توافقني الرأي على أن «أخبار» الاختراعات المحلية والمخترعين لم تعد تحقق أثراً إيجابياً في نفسك؟ ثم ألا ترى معي أن فيها كثيراً من «الهياط»؟
وضعت «أخبار» بين قوسين لأنها في الغالب الأعم لا تحوي الشروط المهنية الدقيقة للخبر. معظمها يأتي في شكل إعلانات لنفخ الذات، وهي تصدر من أفراد مدعومين من منصات، أحياناً تكون لها صفة رسمية، والهدف منها هو الإبهار ولفت الأنظار، فالجهة تلمع نفسها والأخ يتصدر التلميع، وقد تم الخلط بين فكرة لازالت جنيناً أو حتى نطفة واختراع مستوفي شروط الإنجاز والابتكار أو حتى التطوير.
إن من السهل الرد على انتقاد أخبار لا رأس لها ولا أقدام عن اختراعات من هذا وذاك بالحديث عن أعداء النجاح، لكن هذا لا ينفع إلا لهواة الجدال، من جماعة «خلونا نفرح وبعدين نتفاهم».
لقد أدى نفخ الذات هذا من أفراد وجهات إلى ضياع الحقيقة، وجعل قضية الابتكار والاختراع قضية سهلة في المتناول، وكأنها عملية حفظ نشيد، وكما تطرد العملة الرديئة الجيدة يطرد المتوهمون أنهم مخترعون، والمدعومون من منصات إعلامية أو واسطات، يطردون من يؤمل منهم تحقيق إنجاز حقيقي. وهذا ليس من المصلحة العامة، وأثره السلبي كبير على الصدقية والثقة بحقيقة الإنجاز إن وجد.
أدعو إلى ترشيد أخبار الاختراعات وإلى منع ظهور من يدعي اختراعاًَ، إلا بعد مروره على جهة موثوقة متخصصة رسمية، أما من لديه أفكار فلا بد عند الإعلان عنها أن يؤطرها بحالتها الجنينية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط