ما يزيد على 600 ألف طائر تمت إبادتها، والأرقام في ازدياد، الرقم أعلاه أعلن قبل خمسة أيام من وزارة البيئة والمياه والزراعة، والسبب الإصابة بأنفلونزا الطيور، قطاع الدواجن المتضرر الأكبر، ولا يعلم مدى تضرره كمنشآت، بيانات الوزارة لا تذكر سوى مواقع مناطق وأسواق. الدواجن قطاع في الأوقات العادية يضرب به المثل في النمو والتطور والمساهمة في تحقيق «الأمن الغذائي».
في عام 2007 اجتاحت أنفلونزا الطيور البلاد، وأغلقت أسواق، وأعدمت أعداد ضخمة من الطيور، كما خسرت وأقفلت مزارع، على سبيل المثال كانت تربية النعام مبشِّرة، وبدأ تسويق لحومها، وظهرت مطاعم لها، لكن «الجائحة» كما أطلق عليها ذلك الوقت كانت بالمرصاد، ومؤكد أن صغار المربين والذين يعملون في هذا المجال تحققت لهم خسائر فادحة.
لكن خلال عشر سنوات ما الذي تغيَّر في إدارة هذا القطاع؟ تم استقطاب كبار الموظفين في وزارة البيئة والزراعة من القطاع الخاص، وفي المفترض كما يحلو الحديث دائماً عن جودة إدارة القطاع الخاص، أن نلمس أثراً إيجابياً، لكننا نرى أننا عدنا إلى المربع الأول، فكيف لم تتم الاستفادة من «جائحة» أنفلونزا الطيور المريرة تلك؟
يقول البعض إن الطيور المهاجرة هي سبب الإصابة، والجميع يعلم أن الصيادين «اِفتروا» في صيد هذه الطيور خلال السنوات الماضية وأكلوها، ومما يقال أيضاً إن الوزارة «انشغلت» بالبيئة عن غيرها، وهذا غير معقول، فلكل قطاع إدارة. هل جاءت الإصابة من طيور بلدان سُمح بالاستيراد منها في نهاية العام الماضي اعتماداً على تقارير منظمة الصحة؟ الله أعلم. الشاهد أن الإدارة مع تغيرها لم تتغير النتائج، ومن الشواهد شحنة الأبقار والعجول التي استوردت العام الماضي عن طريق جازان وشحنت إلى جدة، ودارت حولها شكوك وغموض عن إصابتها بمرض، ويمكن لمن أراد الاستزادة عنها الرجوع إلى هاشتاقات فيها صور ومقاطع على «تويتر».