المثل الشعبي يقول «على دربك شل حطبة»، شيل الحطبة – وهي واحدة وليست شحنة شاص – أمر سهل، ولن يكلف جهداً يذكر، والمثل قال «شل» ولم يقل اقطع، وما يحمل هو ما سقط من الشجر، واستخدامه هو المرغوب بدلاً من القطع. وزارة البيئة قالت إن 80 في المئة من الغطاء النباتي تدهور خلال الأربعين سنة الماضية، والواقع أنه تدهور بعلم الوزارة، لكنها لم تكن تهتم ولم تلتفت، فالبيئة كانت كلمة غريبة إلى وقت قريب، صحيح كان هذا في زمن سابق و«حنا عيال اليوم»، لكن الأربعين سنة رسخت سلوكيات سلبية يغلب عليها البلادة وعدم المسؤولية والاستهتار، فأصبح أمثال هؤلاء يقطعون الشجر ويزرعون أكياس النفايات! في بيئة فقيرة أصلاً. وأذكر أن أصدقاء من هواة «الكشتات» كانوا ومنذ زمن – قبل صحوة النظافة – يحملون معهم أكياس نفايات، فكان ذلك مثال تندر وأحياناً سخرية من يزورهم أو يشاهدهم وهم يحملون بقايا رحلتهم إلى أقرب حاوية.
الوزارة تقوم بحملة توعية لعدم استخدام الحطب المحلي، وليس من السهل على المستهلك العادي أن يفرق بين حطب محلي أو مستورد، لذلك هو يشتري المتوفّر وخصوصاً في المحال على محطات الطرق الطويلة، وهي جزء من بؤر بيع الحطب المحلي.
لن نتمكن من إعادة الغطاء النباتي وتنميته إلا برفع قيمة الشجرة وتقديرها لدى النشء، فإضافة إلى الاحتطاب الجائر، هناك سوء استخدام للأشجار القليلة، إذ للأسف تتحول إذا بقيت واقفة إلى مظلة نفايات!
في جانب آخر، تقوم «البيئة» بمساعدة متطوعين من المهتمين بحملات للتشجير، وهذا جهد رائع انتظرناه طويلاً، إلا أن هذا التشجير يحتاج إلى حماية لينمو، لذا لا بد أن تقرن الوزارة حملة الاحتطاب بحملة ضد الرعي الجائر، وأن يكون لها موقف واضح حازم من ذلك.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط