الترفيه.. التجربة والأخطاء

لدي قناعة أن بإمكاننا صناعة نموذجنا بأكبر قدر من المكاسب مع أقل قدر من الأضرار، نموذج يراعي المجتمع والذوق العام ولا يصدمه أو يحاول فرض نموذج مستورد عليه. صناعة النموذج لا تعني النقل الأعمى لما صنع أو تشكل في الخارج وسط ظروف مختلفة، والقناعة هذه تنطبق على الترفيه، وحول الملابسات، التي حدثت في فعالية لهيئة الترفيه بحائل، ومقاطع نشرت عن أحداث صاحبتها، قالت الهيئة العامة للترفيه في بيان لها إنه لم يحدث ما يعكر صفو الفعالية، مؤكدة أن مجموعة من الأفراد رفضوا الخروج بعد انتهاء الفعالية من المسارات المخصصة، وذهبوا إلى جبل مجاور للموقع، وإن الصور، التي نشرت، كانت لحظة الخروج من الفعالية، مضيفة أن الفعاليات استمرت لليوم التالي من دون تسجيل أحداث تعكر صفوها.
ومنذ بدايات فعاليات هيئة الترفيه كتبت مقالات عدة عنها، طارحاًَ الرأي حولها، وقتها اتصل بي مكتب رئيس هيئة الترفيه الأستاذ أحمد الخطيب ثم التقيت به في مكتبة في حوار لمدة ساعة تقريباً، ووجدت تفهماً لطرحي، ولم ألمس إصراراً على نهج محدد، ثم توالت الفعاليات، بعض منها اعتذر عما حصل فيه، معللاً بخروج المتعهد عن الشروط، وبعضها أوقف قبل بدايته لعدم الحصول على الترخيص كما ذكر، والبعض الآخر تم بهدوء.
لدى «الهيئة» الآن تجربة تطبيقية لما يناسب وما لا يصلح، ولا أعتقد أنها ترضى عن استمرار تشكل صورة سلبية عنها، وعن فعالياتها لترتبط بالصخب ومسببات الفوضى والتجاوزات، وأتوقع أن جزءاً مهماً من المشكلة سببه الفجوة بين أهداف «الهيئة» في صناعة قطاع للترفيه، وفتح المجال في نشاط كان مهملاً، وبين التطبيق الذي يوكل لمتعهدين، إما أنهم من خارج أو بعيدين عن المجتمع أو أنهم جدد أساساً على هذه الأعمال، ويجربون.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.