بوتوكس البعارين

نقل الإنسان هوسه بالشكل إلى الحيوان وفي جري وراء الجوائز والبروز الإعلامي، «عبث» البعض بالإبل «لتجميلها» طمعاً بحصد الجائزة، فكانت حقن البوتوكس لترميم التجاعيد، مع نفخ الشفاة وتغيير الألوان.
لكن ما هي المواصفات لجمال الإبل، بعبارة أخرى ما الذي يصنف هذه الناقة بأنها أجمل من غيرها بحسب ما هو سائد ومتعارف عليه بين محبي الإبل وهواة تربيتها؟
يجيب على هذا الدكتور ذيب المري رئيس اللجنة الطبية للكشف عن الغش والعبث بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في لقاء مع «العربية» ليضيف إلى معلوماتنا قائلاً أن «50 في المئة، من جمال الناقة، يكمن في الرأس، بداية من الأذنين، وحتى الرقبة، والعيون، والأنف، وشكل الشفاه، وتدليها، وتفاصيل كثيرة في الرأس، فيما تتوزع مقاييس الجمال المتبقية على جسم الناقة ولونها وارتفاعها والخف وغيرها من الأجزاء في الناقة».
ولم أعرف هل زيادة تدلي الشفاة يصنف من الجمال أم نقيضه! كما لم يذكر هل للبعير مواصفات «وسامة» أم لا؟، لكن من الواضح أنه وضع في دكة الاحتياط!.
من الجديد في المهرجان تطور التنظيم والحد من العبث بتعذيب الإبل «لتصبح أجمل» بعمليات جراحية وإحالة ذلك إلى الرفق بالحيوان في الزراعة مع غرامات ومنع مشاركات. ويشير هذا التدقيق الجديد إلى حالة الفوضى السابقة لذا حذر رئيس اللجنة «سماسرة الجمال، الذين يدعون استطاعتهم ترتيب الإبل، لتصبح أجمل، وبالتالي يلجأون لمثل هذه الحيل، لكسب مادي».
ولا يزال الهاجس المسيطر في تربية الإبل متركزاً على الزينة، وكان من المأمول أن يتم التركيز أكثر على اقتصاد التربية بحثاً وتحرياً عن أفضل السبل لزيادة الإنتاج واستغلال أمثل له «من اللحوم والحليب وغيرها» مع خفض التكلفة وابتكار تنوع أعلاف يخفف من الضغوط على المربين في أوقات القيظ وتوعية أعمق بضرر الرعي الجائر على البيئة ومستقبل نمو الثروة الحيوانية، وكذلك سلبيات التعدي على المحميات والمزارع والطرق.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.