هذا هو اليهودي؟

سيمون لكطوز يهودي أمريكي مات وهو في التسعين، بعد أن كان يعيش على التسول! وخلف ثروة تقدر بخمسة ملايين دولار.. تبرع بها كلها لدولة الكيان الصهيوني، ولم يكتف بذلك بل وزع التبرع بين مفاصل الدولة الصهيونية مليون للجيش بشكل عام، ومليون لسلاح الجو درع اسرائيل الحصين، ومثله لسلاح البحرية، وأما المليونان الباقيان فتبرع بهما لمركزين أحدهما طبي والآخر تكنولوجي في الدولة اليهوددية طبعا، ولا أنسى أن أذكر أن لديه ورثة لكنه فضل إسرائيل عليهم.
ما هذه الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى؟ ومن أين يأتي كل هذا الإخلاص؟ واقع الحال يقول أن اليهود مخلصون لقضيتهم أكثر من أي شيء آخر، واذا اختلفوا فهم يختلفون لأجلها وليس عليها، والسياسيون فيهم لا يبيعون قضيتهم في سبيل التمسك بكرسي السلطة، بل إن التنافس يكون على مستوى التشدد وتطرفه والأقل في التنازل والأكثر في المراوغة وتقديم الوعود الفارغة والمعاهدات والاتفاقيات التي لا تساوي شيئا وهي في ذروة زخمها، ثم تلغى من طرف واحد بعد أن تكون قد حققت اهدافها؟! ألا تبعث مثل هذه النماذج على التفكير والتأمل!؟ ألا تبعث على المقارنة أيضا، متسول يهودي أمريكي يتبرع ويوصي بكل ما يملك بعد أن أخفاه وعاش على فضلات القمامة.. نعم لكطوز كان يعيش على بقايا الطعام من السوق وصناديق القمامة، وكان جيرانه في كاليفورنيا لا يقتربون منه بسبب رائحة ملابسه الكريهة، يعيش في وضع مثل هذا ثم يوصي بخمسة ملايين دولار للحلم اليهودي الكيان الصهيوني، في العالم العربي يقوم رجل أعمال بإنشاء مؤسسة ربحية.. أقول ربحية ولا يتوانى من الإشارة إلى أنها خدمة وعطاء للوطن، وإذا حصل أحدهم على شهادة عليا من الخارج قال أنه أفنى عمره في العلم لأجل الوطن وضاعت عليه الفرص! !نحن نتحدث وهم يعملون هذه هي الحقيقة، الجانب الآخر من هذه الحقيقة ان الاعتقاد لديهم راسخ وصراعهم مع العرب والمسلمين هو صراع ديني، صراع عقيدة، شاء البعض منا أم أبى، سواء قالوا أن دولتهم علمانية أم لا، والذي لا يرى ان الصراع ديني وأن الحرب مع الدولة الصهيونية حرب دينية لا يريد أن يرى، ويصاب المرء بالإحباط وهو يرى أن اصرار اليهود رغم ضعف جانب الحق والعدل في موقفهم، ويرى ان اصرارهم يحقق أهدافه في حين أن أهل الحق يتراجعون، أليس من المخزي أن تستقبل دولة عربية مثل موريتانيا وزير خارجية دولة العدو.. وفي مثل هذا الوقت، ألا يشاهدون التلفزيون ثم ماهي حكاية القضم في اطراف العالم العربي في موريتانيا وجنوب السودان.. قضم جعل المواقف مائية والاعذار كثيرة.. متوفرة لمن يريدها، لكن هل قدم شيء واحد مقابل كل هذا.. الجواب بلا كبيرة، ألن تبعث مثل هذه الشخصيات اليهودية ونتائج اعمالها وإصرارها على الإعجاب!! ومن ثم الاستلاب؟! هل سيصبح أبطال أطفال العرب ونماذجهم الناجحة مستقبلا.. شخصيات يهودية أكلت حقوقهم..

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.