عجزت عن فهم تعامل بعض رجال الأعمال مع موظفين لديهم، والحديث تحديداً عن استقطاب موظفين تنفيذيين يصنفون في السلم الوظيفي بأنهم كبار، ومن عصب القطاع الخاص من المستوى المتوسط فما فوق.
في مرحلة استقطاب هذه الفئة من الموظفين توضع للواحد منهم الشمس في اليد اليمنى، والقمر، وأحياناً المريخ «رجاحة»، في راحة يده اليسرى، وخذ من البشاشة والترحيب والمديح والعزايم، وبهارات الذكر الطيب والسمعة الحسنة التي سمعوها عنه في الوسط التجاري. وقد يشمل العرض مسمى وظيفياً «فخماً» مع راتب مناسب قد لا يزيد كثيراً على ما يتقاضاه في عمله السابق، لكن تضاف إليه نسبة من الأرباح إما كشراكة بنسبة بسيطة أو مقطوعة من صافي الأرباح، ومنذ لحظة القبول وبدء العمل يبدأ التعامل بالتغير شيئاً فشيئاً، وأمام التحدي والمغريات «الموعودة» ينغمس الموظف الجديد في دوامة العمل، يرافقها ضغوط مستمرة من رب العمل تحض على الإنجاز المنتظر، وقد تحقق المنشأة التي يديرها صاحبنا أرباحاً لكن الموازنة حينما تذهب إلى محاسب رب العمل تحقق خسارة، بالتالي لن يحصل على «الجزرة» التي جذبته وأخرجته من عمله السابق.
في أسلوب آخر يستغل مثل هذا الموظف من طريق «الفزعة»، ومثال على هذه الحال، لدى رب العمل منشأة في طور التكوين أو تعاني من مصاعب يستقطب لها الموظف «الكبير» من طريق الصداقة، وفي وسط الأعمال من النادر وجود الصداقة بمعناها المثالي المترسخ في الأذهان، يدخل الموظف تحت خيمة رب العمل ليكدح على أمل أن المكافأة في انتشال المنشأة ستكون مجزية، كيف لا وهي أتت من طريق الفزعة والعلاقة «الأخوية»، لكن الذي يحدث أن صاحبنا في كدحه ينسى الحفاظ على حقوقه ليتحول بعد وقوف المنشأة على أرجلها إلى ما يشبه المتسول بحثاً عن إنصافه.
أقول عجزت عن الفهم لأن رب العمل إذا وجد موظفاً كفؤاً وأميناً يدير و«يحرس» حلاله، يفترض أن يحافظ عليه ليس بتجويعه على طريقة المثل الشعبي الشهير… بل بحفظ كرامته واحترام حقوقه فعلاً لا قولاً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط