هناك علاقة غريبة بين المطاعم والحركة المرورية، عند كل مطعم تقريبا ستجد في أغلب الأوقات ازدحاما مروريا، اما اذا كان وقت وجبة او قريبا منها فالاختناق هو الوصف الأكثر دقة، والمشكلة لا تتوقف عند هذا بل تتجاوزه الى أهمية النظر بعناية وحرص عند مرورك بسيارتك من هذه النقاط «المحيوسة» والسبب ان الداخلين ممن أوقفوا سياراتهم كيفما اتفق في حالة جوع وتيه فذهن الواحد منهم مشغول بالدهن المنتظر فلا يرى ما حوله من بشر ومركبات غابت صورها امام الحضور الطاغي لقائمة الطلبات، فهو يشبه المصاب بعمى مؤقت، وكذلك الخارج من المطعم هو في حالة شبيهة – من زاوية النتيجة – مع اختلاف السبب، فالشبع واحيانا التخمة تسببان التبلد او مزيدا مضاعفا منه على اعتبار انه متوافر لدى بعض السائقين قبل الأكل وبعده، ولله الحمد والشكر.
هناك الكثير من اللوحات الارشادية للمرور منها ما يشير الى المدارس والمستشفيات والمطبات، كلها وقائية، أي انها تنبه السائق لضرورة الانتباه، إلا لوحات المطاعم – اذا توفرت – فهي لا تدعو السائقين للحذر بقدر ما تعلن عن المحل مرسلة إشارة الى المعدة على حساب الجهاز العصبي، فإذا رأيت لوحة ترشد الى مطعم فخفف السرعة وتوقع ما لا يتوقع لسلامتك وسلامة الآخرين لأن سائق المركبة هناك امام نقطة المطعم يفكر بمعدته.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط