إيران هي الممسك بالخيوط الرئيسة للعبة السياسية في العراق. كل الوجوه الفاعلة والمدججة بسلاح المليشيات إيرانية الهوى والمنشأ والتربية، واللعبة دشنت أميركياً بعد الغزو بدعوى الديموقراطية، ثم سلمت لإيران على طريقة البناء ثم التسليم، لتتسيد المشهد. ومع اقتراب الانتخابات في العراق هناك محاولات إعلامية لإبراز خلافات بين الفصائل والأحزاب الشيعية العراقية «اسماً»، لكنها في واقع الأمر تنحصر في مستوى درجة الصراحة في إعلان «التبعية» لإيران. والمكونات الأخرى، خصوصا السنية ضائعة ومشتتة، نخرها الضعف والفساد فأصبحت تابعة للتابع.
البرنامج الانتخابي للحشد «الشعبي» الطائفي في العراق بواجهته السياسية «ائتلاف أو تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري الذي حارب وطنه في صفوف القوات الإيرانية، أعلن بوضوح أن هدفه إذا فاز إعلان اتحاد فيديرالي مع إيران. وفي لقاء تلفزيوني قال رحيم دراجي وهو قيادي في هذا الائتلاف: «إذا فاز هادي العامري في الانتخابات البرلمانية، فسيكون العراق مرتبطاً بإيران في إطار اتحاد فيديرالي»، مضيفاً: «ستضم الحكومة المقبلة جميع الشخصيات العراقية التي قاتلت إلى جانب إيران خلال حرب الثمانينات».
هذا هو المشروع الرئيس لواجهة الحشد الطائفي السياسية، وهو مشروع إيراني بامتياز ليس للعراق العربي فيه سوى التابعية الذليلة، فما هو مصير التقارب والدعم والاستثمار الخليجي العربي مع عراق يتخبط في شبكة إيران العنكبوتية، وهل لهذا التقارب من مستقبل؟
شارك المقال