القصيبي هل يغوص في الماء؟

حظوة إعلامية ملفتة كانت في استقبال الدكتور غازي القصيبي بعد تعيينه وزيراً للمياه، يتساءل المرء ماهي اسبابها؟ خاصة وان شخصية القصيبي المتعددة الجوانب ليست من الشخصيات المتفق عليها، فغازي القصيبي في جانب من شخصيته هو المفكر والشاعر والروائي اخيراً وهذه الجوانب عليها اختلاف يكاد يصل عند فريق الى الخصومة والرفض مع كم لابأس به من الاوصاف الجاهزة، لكن مايتفق عليه الجميع ويحق للقصيبي ان يفاخر به، هو الجانب الإداري، وتجربته في وزارتين شاهدة على سيرته الحميدة، ليس من جانب حسن تصريف الامور او تفويض الصلاحيات والدفع بوجوه جديدة للسطح وعدم احتكار كل قرار، ليس هذا الجانب على مافيه من إيجابية، هناك جانب آخر شبه متوار اقصد به جانب النزاهة، ونظافة اليد.
لم يذكر غازي القصيبي عندما كان وزيراً أن مسته إشاعة ولاخبر تتعرض لاستغلاله المنصب لاهو، ولا استفاد احد من عائلته عن طريقه، نحسبه كذلك والله تعالى حسيبه، بل انه وفي حدود علمي اول من اعلن عن كشف عملية رشوة كبيرة قامت بها شركة كورية لاحد كبار موظفيه، وكانت تلك سابقة فريدة، لم تتكرر! أعلنت إعلامياً وحصل الموظف على مكافأة وشهرة ايضاً، وفي تلك الأيام لم يكن هناك حديث عن الرشاوي والإثراء غير المشروع، وكانت مفاجأة.
تصوري ان هذا هو الاساس الحقيقي للابتهاج بتعيينه وزيراً ويعيب البعض على الدكتور غازي القصيبي إعلاميته، اي قربه من الإعلام وتوظيفه بشكل غير مباشر لبعض العاملين فيه، لكن شخصيته المتعددة الجوانب تعطيه الحق في ذلك ويحسب له انه استطاع ان يسخّر الإعلام عندما كان وزيراً لإصلاح ما انعوج من احوال تلك الأجهزة، استخدمه بذكاء وكان وسيلة ضغط على الذين لم يستوعبوا اسلوبه الاداري من العاملين معه فكان سلاحه الإعلام ليختصر المسافات، ويؤثر وهو في مكتبه، ونجح في استمالة الصحافة خصوصاً وفي داخله المفكر والشاعر، وتبسط معها، كان في الحقيقة اكثر جرأة منها في ذلك الوقت اعطى الصحافة ماتريد ولم تكن الصحافة في ذلك الوقت تصدق ان هذا يحصل وبرعاية وزير؟، وشخصية القصيبي إعلامية اي يتبعها الإعلام ومشكلتنا مع شخصيات تريد ان تكون إعلامية وهي ابعد ماتكون عن ذلك، وعندما تحاول التبسط تنبعج، وإذا كتبوا قاموا بالتنظير وهم في الميدان مفلسون، وهذه من سلبيات القصيبي فنجاحه ذاك واستمرار وجوده دفع كثيراً من تلك الشخصيات الهلامية لتبني خط سيره وبإمكانات لاتتعدى الكرسي فكان ماكان وعشتموه لكن الوقت اختلف الآن والتحدي امام وزير المياة مختلف عن التحدي الذي كان امام وزير الصحة والصناعة في زمن مضى، فهل يغوص القصيبي في الماء، مثقلاً بنجاحه السابق، في كل الاحــوال الناس شهود الله في ارضه والكثير منهم يحـمل عن الدكـتور غازي القصيبي صورة عدم استغلاله لموقعه وهذا ماسيبقى ولعله يعطي درساً للمتكالبين على الكراسي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.