.. ولا في الأفلام!؟

الوقت: العاشرة وعشرون دقيقة من صباح يوم السبت الماضي.
المكان: الطريق الدائري الشرقي بمدينة الرياض.
الحدث: اصطدام حوالي أربع عشرة سيارة بينها تريلة وشاحنة.
المشهد: أحد السائقين مصاب وينزف على الأرض، ولا أحد يحرك ساكنا بانتظار سيارة.. الاسعاف، رغم وجود رجال مرور بينهم ضابط. دفعني هذا الخبر الذي سمعته من أحد المصابين بالحادث إلى التساؤل، هل يحصل رجال المرور ودوريات.. “النجدة”! على دورات للاسعافات الأولية والتعامل مع المصابين؟، ويأتي الجواب من خلال لقاء صحفي أجرته “الرياض” مع د. صالح التويجري نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر..، قال فيه: “انه تم تدريب ثلاثين ألفا من خلال برنامج الأمير نايف للاسعافات الأولية… من بينهم عدد كبير من رجال الدوريات والدفاع المدني والقطاعات العسكرية الأخرى”.
افترض ان رجال المرور من بينهم حتى ولو لم يذكروا، فلم لا يقومون بواجب إسعاف المصابين عند الحوادث!؟، هل هو احترام للتخصص!!، أم إلقاء للوم على تأخر سيارات الإسعاف!.
قد يكون دافع هذا التصرف ليس سوى “التطنيش” عملا بالقول الشعبي “لا تحرك تبلش”!، ابتعادا عن المشاكل ووجع الرأس؟، هل هم ممنوعون من التعرض للمصابين؟، أم ان الأمر لا يعنيهم!؟ يظهر ان عملهم انحصر في تحرير المخالفات، وان السائق لا يعنيهم إلا عندما يقود سيارته.. وهو بكامل عافيته!؟، أما اذا اصيب فالصاحي أبقى من المصاب!!.
في حادثة الأسبوع الماضي وصل الاسعاف بعد حوالي 45دقيقة من وقوع الحادث، وتم نقل المصابين، أحدهم توفى إلى رحمة الله، لكن النقل تم إلى أين؟، إلى إسعاف الشميسي!!؟، يعني من طرف العاصمة الشرقي إلى طرفها الغربي!؟، عجيب!.. أين أهمية الوقت؟، الا يوجد مستشفيات قريبة مثل مستشفى التأمينات مثلا!؟، هل الأمر تسديد قيد بلاغ!؟، أحد المصابين رفض الذهاب معهم لان الطريق طويل وفضل الاتصال بأحد أقربائه ليوصله إلى مستشفى أقرب، تصور وأنت في تلك الحالة المأساوية مصاب في حادث ولا تعلم ماذا أصابك ويجب ان تفكر وتبحث عمن ينقذك وكأنك في “مقطعة”.. نعم كأنك في منطقة نائية لا يوجد فيها بشر سواك، ولكن حولك العديد من البشر لكل منهم تخصصه!!.
أزيدكم من الشعر بيت.. تصور وانت في تلك الحالة “منسدح” على الرصيف تحت الشمس تنتظر سيارة الاسعاف، وقلبك يرجف من تلك السيارات المسرعة القادمة التي يمكن ان تميل احداهن عليك، وتكمل الناقص، تصور.. تقف أمامك سيارة دورية.. ويأتي صوت من داخلها قائلا: “سلامات.. عساك مؤمن”!، والمعنى هل قمت بالتأمين على سيارتك!؟، هذا رجل الدوريات و.. النجدة، ليس له علاقة بالمصابين.. يبحث عن “سالفة” وموضوع التأمين حديث الناس، وأنت تئن لا تعرف ما أصابك وحولك أناس مثلك.. ويقولون لماذا نحن متخلفون إذا كنا لا نعي حتى الان قيمة البشر فلم لا تتسلط علينا الامم، المرور يحتاج إلى وقفة أخرى فلابد من معرفة المتسبب في حادث الأربع عشرة سيارة؟، جزء ثان من الذي لا يحدث ولا في الأفلام.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.