.. ولا في الأفلام 2من 2

أحد المصابين في الحادث الذي أشرت إليه أمس ووقع شرق الرياض، لم يذهب مع سيارة الإسعاف المتجهة إلى غرب العاصمة بل فضل الاتصال بأحد أقربائه الذي أخذه لمستشفى قريب، وسيارته المهشمة موجودة في الموقع، وأوراقه، الرخصة والاستمارة أعطاها لرجال المرور الذين “باشروا”! الحادث، وسنعود لموضوع “المباشرة” لاحقاً بحول الذي لا تأخذه سنة ولا نوم.
أثناء وجوده في المستشفى مر بالحادث أحد أشقائه ومعه زوجته وتعرف على السيارة أوقف سيارته ليطمئن، كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة والنصف، وعندما شاهده أحد رجال المرور يحوم حول السيارة المهشمة سأله فعرفه بنفسه وأنه شقيق صاحب هذه السيارة، فطلبوا منه أن يركب معهم في سيارة الدورية لأن صاحب السيارة المهشمة قد سجل “هروب”!، فقد اعتبر هارباً رغم أنه انتظر معهم وأوراقه معهم!؟، لست أدري ما فائدة الأوراق ما دمنا لا نزال نتعامل بالرؤوس، الأوراق أيها السادة هي رجل الديك التي تأتي بالديك والبيض كله، أما حجز إنسان لساعات في سيارة الدورية ظهراً، وزوجته في سيارته على جانب الطريق السريع تنتظر ولا تعلم “وش السالفة” حتى يأتي الآخر فهو أمر لا يليق من إنسان تجاه إنسان، فكيف من رجل يمثل النظام والسلامة والحرص على الأرواح، ويقولون حتى لا تروح الروح، أي روح تلك التي تقصدونها، اللهم إلا إذا كان مباشرو الحادث لا يقرأون، أو لا يعترفون بأوراق هم قد أصدروها!؟، ثم إن حجز شخص ليأتي آخر لمجرد القرابة هي من بقايا عصر الجهل فكل مسؤول عن أعماله؟!.
عند الساعة الثانية ظهراً عاد المصاب المتهم بالهروب، إلى موقع الحادث فوجد أن أخاه محجوز في سيارة الدورية، ورغم أنه مصاب إلا أنهم طلبوا منه الذهاب معهم.. “للقسم”!، اعتذر مقدما التقرير الطبي وأرسل شقيقاً له، ومن الساعة الثانية ظهراً إلى السادسة مساء والجدل قائم في القسم حول أمرين، الأول من كان ضابط خفر وقت الحادث! والثاني رسم كروكي الحادث ومن المتسبب، وفي مثل هذه الأحوال، أنصحك أخي قائد السيارة في شوارعنا، إذا لم تهرب من موقع الحادث أن “تطول لسانك” لأن المسألة شكل من أشكال “الحراج”، أما إذا كنت مهذباً ومؤدباً.. “بتروح فيها”، ما لكم بالطويلة، سبع من السيارات في الحادث سجلت هروباً والذين انتظروا المرور تمنوا لو هربوا.. بعضهم لم يستطع لأنه مهشم أو سيارته مهشمة، هنا نستنتج أن الذين هربوا لديهم خبرة، فهم يعرفون أن المرور يعاقب على الحوادث التي لم يستطع الحد منها، بهذه الطريقة، عدم التدخل في الإسعاف والمرمطة لتسوية مسؤولية الحادث، ألا ترون معي أن من هرب على صواب!، أم أن تلك الطرق هي تشجيع للناس على الهرب ليقيد الأمر ضد هارب، مثل ما يقيد عند الشرطة ضد مجهول فهذا يريح من صداع وتفكير وتحليل البعض في غنى عنه، ويسهل إقفال الموضوع وعلى المتضرر أن “يشوف عمره”!.
ومع مأساوية هذه الحوادث على الدائري خصوصاً أسأل نفسي عن دور أسلوب ملاحقة وإيقاف غير الملتزمين بحدود السرعة، تقف سيارة المرور على رصيف أحد المخارج! ثم تهطل من الرصيف عند التبليغ قاطعة الطريق على سيارات مسرعة؟ سؤال لعل المهتمين بالسلامة في المرور يفكرون فيه.
التعامل الرسمي مع مثل هذه الحوادث يجعلني أعتقد أن من اخترع الهاتف الجوال كان زائراً لبلادنا واطلع على أحوالنا ورأف بنا.. وابتكره!.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.