تدريس الرشوة؟!

مسكين هذا المعلم وتلك المعلمة فقد استخدما من حيث لا يعلمان لشفط جيوب الطلبة والطالبات، تحت يافطة جميلة المظهر سيئة المخبر اسمها تكريم المعلم؟! المعلم يكرم برسالة مدفوعة والمعلمة بحفاظه!!؟.
وأريد أن أسأل الذي وقع هذا القرار أليس حث الطلبة والطالبات على بعث رسائل مدفوعة أو هدايا للمعلم والمعلمة هو تدريساً للرشوة!، وماذا سيفعل الطالب الفقير والمسكين واليتيم الذي لا يستطيع أن يقدم شيئاً؟! أين يخفي وجهه عن معلمه وزملائه، هل يذهب ليستلف أم يسرق؟ هل هي دفع لانحرافه وتمرده على أهله الذين قد لا يجدون شيئاً؟!، وكيف سيعدل المعلم والمعلمة بين تلميذ “نجيب” يأتي بالهدايا، وتلميذ بليد لا يأتي إلا بيد فارغة، هل درس التربويون على كثرة إدارات الدراسة في الوزارة بجناحيها مثل هذه الانحدار، وكيف ستكون مخرجات التعليم يا ترى؟، هل يعتقدون أنها ستكون متوافقة مع الواقع؟، هل هي اعتراف من أكبر جهاز للتعليم باستفحال “تدسيم الشوارب” و”دهن السيور” في المجتمع؟، ثم أين الأجهزة الرقابية من “برنامج مثل هذا”؟ ألا يوجد فيه شبهة كبيرة؟.
يمكن لنا ضم وزارة المعارف بجناحيها البنين والبنات، إلى الجهات التي لا ترى ولا تسمع ولكنها تقوم بالتوقيع..!، قائمة تلك الجهات التي كأنها موجودة وهي في الواقع غير موجودة!..قائمة طويلة وهي معروفة لدى أغلبكم من وزارات وهيئات إلى شركات، لم تعلق وزارة المعارف على هذه التوجهات سيئة النتائج، وسمحت باستخدام شعارها واسمها بل وصلني من بعض المعلمين والمعلمات ما يشير إلى حث تعميمي على هذا النهج، ومن شر البلية الذي يضحك، حرص وزارة المعارف على البطاطس، حتى أصبحنا نشك أنها تخصصت في البطاطس، ويكتب لي أحد المعلمين أنه وصلهم تعميم يوجه بتجميع أكياس البطاطس!، ولا أستطيع تأكيد هذا النبأ لكن شغف الوزارة بالبطاطس شغف مشهور ومعروف، ولا استبعد حصول مثل هذا فالوزارة تريد مواكبة المتغيرات بفتح أبواب المدارس للتجار ليعلنوا ويحبذوا ويربوا المستهلك الصغير على بضائعهم، غير عابئة بحرمة المدارس وأن الطلبة والطالبات أمانة داخل أسوارها، في عهد التعليم السابق علمنا معلمونا في النشاطات اللاصفية غرس أشجار في فناء المدرسة أو تنظيف مسجد قريب منها، النشاطات اللاصفية في مرحلة التعليم الحاضرة تتلخص في أكل البطاطس وإرسال الرسائل الهاتفية إلى المعلم لتكريمه..! ما هذا الهوس بالبطاطس!؟ لو كان هوساً بالتمر لتفهمنا الأمر، واعتبرناه تكريماً لعمتنا النخلة وتعريفاً بها.
هل هذا كل ما استطاعت الوفود أخذه من تجارب التعليم في اليابان وماليزيا وكوريا والتي قرأنا عنها في مجلة الوزارة؟! وما دام الأمر هو عملية بيع وتشجيع عليه فلا تستبعدوا تحويل أفنية المدارس إلى أسواق صغيرة تعرض فيها البضائع الثمينة من البطاطس إلى الحفائظ! فلم يعد هناك حارس ولا بواب.
إذا استمر الوضع على ما هو عليه فابشروا بجيل من البطاطس لا يمشي بل يتدحرج فيه من البطاطس الكثير شكلاً وروحاً، ابشروا بجيل مستهلك متسلق مداهن، جيل يستخدم كل أنواع الزيوت ويبقى “مقمر ومحمر من برا ومقرمش من جوا”!.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.