قم للدكتور؟!

بعث إليّ مجموعة من طلبة كلية الاتصالات يشكون من سوء تعامل واحد من هيئة التدريس لديهم، ويمكن أن أحصر ما جاء في رسالتهم الطويلة المذيلة بالاسماء والعناوين، بأنهم يتعرضون للاستفزاز والإهانة الشخصية والتقليل من قدراتهم، واوردوا امثلة وجملا لا استسيغ ذكرها في هذا الشهر الكريم، واشار الطلبة في رسالتهم الى ان الدكتور غير سعودي، واتوقف هنا لتذكيرهم بأن هذه الأمور والتصرفات إن صدقت ونجت من المبالغة.. ليس لها علاقة بالجنسية، فكل إناء بما فيه ينضح، وكل شخص يعبر عن ما بداخله بالفعل او القول، وأتذكر مثل كثير من الاخوة القراء معلمين في مختلف مراحل التعليم من المراحل الأولى الى الجامعة، كانوا منارات للعلم والعمل، محطات مضيئة تعلمنا منهم أكثر مما تعلمنا من المناهج..كثير منهم من غير المواطنين، لا أزال وغيري كثير نحمل لهم كل التقدير وندعو لهم بظهر الغيب كلما مروا بالذاكرة، والمعلمون في مختلف المراحل يمكن أن نقسمهم الى ثلاث فئات، الأولى تمر على الطالب مرور الكرام، غاصت في سراديب الذاكرة، والثانية سجلت حضورها بصرامتها ورسميتها، والثالثة هي ما نحتاجه اكثر من اي فئة اخرى تلك التي كُتبت أسماؤها في الأفئدة لأنها تعاملت مع الطلاب باحترام، فالذي يحترم الآخرين يفرض عليهم احترامه، صغيرا كان أم كبيرا، وشحذ الهمم لا يمكن أن يتأتى بالتحقير والاهانة، واعتقد ان للكلية إدارة مسؤولة عن مثل هذه الأمور وفوقها مؤسسة التعليم الفني التي تشرف على هذه الكلية وتطمح ان يتخرج فيها شباب منتجون واثقون من انفسهم لا يعانون اي عاهات نفسية أو شعور بالنقص ترسب في عقولهم، بسبب سوء المعاملة، وقد قيل ان الاسلوب هو الرجل، فالاسلوب يعبر عن صاحبه وما يختمر في نفسه وهو مشكلته إن كان فيه مشكلة، ولا اريد ان تتحول هذه الزاوية الى وعاء لشكاوى الطلبة ضد معلميهم، فالمعلم عندي على حق الى ان يثبت العكس، ولكني لمست من الرسالة الطويلة ألماً ومعاناة، كما لمست شجاعة في ذكر الأسماء والعناوين وهو ما أصر عليه دائما، واعتقد ان ما نحتاجه هو معلم يزرع الثقة في نفوس الطلاب رجال الغد فكيف اذا كانوا طلبة كلية اي بلغوا مبلغ الرجال، وسيدخلون الى سوق العمل ليتعاملوا مع البشر، وهو ما يجب ان يفكر به القائمون على التعليم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.