جمعية الصحفيين

الاكاديميون الاعلاميون صار لهم جمعية، مبروك، أتمنى لهم التوفيق، وأن تتحفنا هذه الجمعية بما نحتاج في الاعلام وعلوم الاتصال وهو من الكثرة بحيث لا يمكن حصره، كما اتمنى أن تكون نتائجها افضل من مخرجات اقسام الاعلام بجامعاتنا، خاصة وان اغلب الاعضاء هم من اساتذة هذه الأقسام، في الوقت الذي ابارك للاعلام الاكاديمي بجمعيته اتساءل عن جمعيتنا نحن الصحفيين اين هي؟ لقد مر وقت طويل على الاعلان عن هذه الجمعية وترافق هذا الاعلان عنها مع نظام المطبوعات الذي صدر ثم صدرت لائحته ولا خبر عن هذه الجمعية والمسألة في نظري سهلة ولا تستحق كل هذا التأخير، وأتمنى ان لا تكون تحت الدراسة، لأن كثرة الدراسة لا تنتج شيئا .تعلمنا ذلك في كثير من المقترحات والأفكار، وعدم وجود مثل هذه الجمعية فتح الباب على مصراعيه لأن يقوم البعض بانشاء جمعيات تدعي انها للصحفيين السعوديين خارج البلاد! وعدم وجود مثل هذه الجمعية ساعد الى حد بعيد لأن يتسول الصحفيون حقوقهم مثلما يتسولون الاخبار، فأصبحوا مثل اليتامى رغم ما يقال من ان صوتهم عال وحضورهم مؤثر! وعدم وجود مثل هذه الجمعية ادى الى تراجع في اداء هذه المهنة الشريفة، فأصبحت جدارا قصيرا يسهل على من هب ودب تجاوزه، بل اعتلاء صهوته، والمتضرر في نهاية الأمر هو هذه الصناعة المهمة . لقد ادى هذا الوضع الفريد من نوعه الى خلط بين الصحافة والعلاقات العامة ومعهما الاعلان، واصبح القارئ لا يستطيع التمييز بين الخبر والاعلان التحريري، وتكاثر من يقولون انهم ينتمون لهذه المهنة وهي منهم براء، واستمرار الفراغ الذي نشأ من تأخر وجود هذه الجمعية سيزيد من تأثر الصحافة المحلية الوطنية ويقلل من تأثيرها، واذا كان بعض المسؤولين ينزعجون من بعض المنتمين لهذه المهنة لأنه في مناسبة او مؤتمر لا يعرفون عن ماذا يسألون وكيف يسألون؟ فان احد أسباب وجود مثل هؤلاء في الواجهة هو عدم وجود جمعية تفرز الصالح من الطالح، الصحافة مثل اي مهنة لها شروط واداب الصحفي مثل اي عامل له حقوق وعليه واجبات فلم لا يجد جمعية تسانده وتعلمه؟ أكثر ما أخافه ان يعتبر الصحفي مستهلكا لا يحق له انشاء جمعية لحماية وتنظيم شؤونه مثل صديقنا القديم المستهلك، الذي لم تبرح جمعيته ادراج الدراسة، ان الصحفي ايها السادة هو عامل منتج والصحافة صناعة لها اكثر من مردود وارباحها اكبر من ان تحسب بالأموال.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.