‘كاش’ العالم

رغم أن كرة القدم “العالمية” انفجرت في وجوهنا بثمانية نظيفة سارت بها الركبان الفضائية، إلا أن عضواً كريماً في اتحاد الكرة وضع حداً للجدل الدائر عندما قال، وبعد ثلاثة أيرلندا، أن كرة القدم ليست قنبلة ذرية، ولا بد أن نصدقه حتى ولو كان إشعاع الثمانية بلغنا وأصابنا في نفوسنا وقلوبنا، ولم أكن أريد الكتابة عن أمر أصبح “مالغا” من كثرة الحديث عنه حتى بين الطرشان، لكن العضو الكريم كان قد نفى كلاماً نسب إليه قبل ذلك ثم ظهر في حوار بجريدة “الاقتصادية”، الأربعاء الماضي، ليؤكد أن كرة القدم ليس لها أسرار مثل القنبلة النووية، مثل هذا الربط هل هو بحث عن الإثارة ومزيد من الأضواء لست أدري، لكن أسرار كرة القدم التي قال إنها سهلة لم يحددها لنا بل زاد من سعة مجال البحث عن الخلل عندما أكد على عدم تحميل اللاعبين مسؤولية الخسارة، ولكنهم لم يؤدوا المطلوب منهم، وقد يعود ذلك لأسباب فنية، مادية، ونفسية، إضافة إلى عدة عوامل أخرى .. “وش بقى”!؟ مع كل هذه الاحتمالات المتعددة صارت للكرة علاقة أكيدة بالقنبلة الذرية، ولم أعرف أن هناك أسباباً مادية محتملة إلا بعد هذا التصريح، ويقول العضو “أنا أتحمل جزءاً كبيراً من خسارة المنتخب متى ما رأى الإعلام الرياضي ذلك”. أمر عجيب كل هذه السطوة للإعلام الرياضي إلى درجة تقبل العضو حكمه، أم هي مغازلة له، وأتمنى أن يكون ما نقل عن العضو دقيقاً لأنني هنا أعتمد عليه وتصريحه هذا سيثير ضجة إذا ما ثارت قبل نشر هذا المقال، ويضيف العضو بعض الجمل الجاهزة مثل “ان الجميع يعلم أن المنتخب السعودي أفضل من منتخبي الكاميرون وايرلندا”. ولا يحدد من الجميع، الجميع يا أخي شاهد من هو الأفضل ومن خرج بالأهداف والنقاط والعروض المشرفة للبلدان التي يمثلها، لماذا الإصرار على الجمل الجاهزة ونحن في مرحلة المصارحة، ويتفق العضو مع أحد اللاعبين في أن ألمانيا هي السبب، فقد نشرت جريدة “الرياضية” تصريحاً للاعب محمد نور بعد حفلة الأهداف الثمانية يقول فيه إن “الألمان كانوا ينتقمون رغم أننا لم نفعل لهم شيئاً”، عجيب وهل يعتقد أنه يلعب في سداسيات رمضان، ومع هذا الاتفاق في أن ألمانيا هي السبب يفترض اتخاذ إجراء ضدها يتناسب مع الأضرار، أبسطه المقاطعة الاقتصادية من اللاعبين والأعضاء والإصرار على عدم ركوب سيارات المرسيدس بالذات مهما كانت المغريات، لا بد من موقف حازم، ويمكن أن تحدد فترة المقاطعة بثماني سنوات، ومن الجمل الجاهزة التي وردت “نبدأ من حيث انتهى الآخرون”، المشكلة أن الآخرين انتهوا منا فكيف سنبدأ!؟ اتساع دائرة البحث عن أسباب حفلة الأهداف يتيح مجالاً للاجتهاد أطرفه تفسير قاله لي أحد الأصدقاء من أن لاعبي المنتخب السعودي انخدعوا، كيف؟، شاهد أعضاء المنتخب الجماهير الحاشدة بتلك العيون الصغيرة الدقيقة واعتقدوا أن الجماهير نائمة ولم يتصوَّر أن تبدأ المباراة قبل استيقاظ الجمهور فناموا معهم، وفي كأس العالم السابقة منينا بأربعة أهداف والكأس القائمة بثمانية فهل هناك رغبة في التأهل للكأس المقبلة!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.