عروس المقالات في الرد على الاتصالات ( 1- 2)

أكمل الفراغ الاتي:
ناصح شركة الاتصالات (…..)!، أختر ما شئت، السؤال إجباري مثل تسديدك للفاتورة!، البعض سيضع في الفراغ كلمة.. في النار!، لكن الاتصالات لا تملك ناراً ولا جنة، الاتصالات في الحقيقة تملك الحرارة، وهي، اي الحرارة، العلاقة التي بيننا وبينها “لتشغيل” هواتفنا فقط، لكنها للاسف لا تملك حرارة التعامل والإحساس بما يدور، حرارة الاهتمام بالرأي العام والمستقبل والوضوح، وعلى العكس من تلك الحرارة بمعناها الواسع جاء رد رئيس شركة الاتصالات م. خالد الملحم على مقالي المعنون “خطر على شركة الاتصالات”.. جاء الرد بارداًاًاً، فيه من برودة طقس الرياض هذه الايام، بل أقول إنه رد “… صاقع”!، في كل سطر منه “صقوعة” تصل للعظم، تمنيت ان يكون في الرد الذي نشر الاسبوع قبل الماضي في “الرياض” شيء من الدفء.. بعض الحرارة، لكن ما توفر منها لا يستطيع تشغيل تليفون “أبو هندل”!.
وقبل أن أسترسل أنصح مرة أخرى!! الرئيس ان يعيد النظر فيمن يعد له ردوده لان التكرار والحشو الممل كان سيد الرد، وهو ما لا يليق بشركة تحاسب الناس على الثواني والهللات، فصار الرد لا يختلف عن مقدمة تقرير سنوي بدائي لا يطلع عليه أحد، وهذه النصيحة الإعلامية مجانية لوجه الله تعالى، حتى ولو ان الشركة أستاذة في الصرف على الاستشارات والدراسات!. هكذا جاء رد الاتصالات من دون إجابة على ما طرحت، بل قفز إلى لغة إنشائية مشروخة عن الإنجازات، ولم يتم التطرق بتاتا البتة إلى مستوى ثقة المشتركين المساهمين في حسن إدارة أمور الشركة، ونعلم جميعا ان الشركة ورثت من الوزارة منجماً من الذهب وكثيراً من الغبار، استثمرت الشركة المنجم وزادت من الغبار وتستمر في محاولة تجاهله، رغم أنه سيسبب تلوثا بيئيا يضر بخيار التخصيص، ويهدد فعالية هذه الرئة الجديدة التي ينتظر منها ان تدفع، إلى الامام!..، عجلة الاقتصاد الوطني.
والشركة للحقيقة غير مسؤولة عن خطأ التخصيص الذي جاء متسرعاً وعلى طريقة تغيير اللوحات الخارجية للمباني، فخصصت قبل ان تشيد هيئات الرقابة عليها!؟، وهو ما اعترف به معالي وزير المالية لصحيفة غير سعودية!، ونوهتُ عنه سابقاً، لكنها، الشركة، مسؤولة مسؤولية كاملة عن ما يدور في أروقتها.
وحتى لا أطيل سآتي هنا على بعض النقاط التي وردت في رد الرئيس.
قال الرئيس “اننا نود ان نوضح للكاتب بعض ما أشكل عليه استبيانه على حقيقته ومن غير مصدره فجاءت مقالته بعكس واقع الحال”، في واقع الحال ان الشركة لم تقدم لنا في ردها سوى جانب من هذا الواقع والرد تعمد القفز على ما أوردت، مقالي لم يشكك بربحية الشركة ولا قوتها ويمكن الرجوع إليه، بل تناول الثقة و”سمعة الشركة” وحسن تصريف مواردها.
وهو ما سيأتي لاحقاً.
قال الرئيس إن الشركة “احتلت المركز السابع عشر بين شركات الاتصالات العالمية من حيث الإيرادات والمركز الثالث عشر بالنسبة للربحية. بينما احتلت المركز الخامس عشر في تصنيف الشركات العالمية في الأسواق العالمية الناشئة أياً كان نشاطها”.
وبودي لو أكمل الإفادة وأخبرنا في اي مركز تقع الشركة فيما يتعلق بالمصروفات المالية الإدارية، وحسن إدارة الموارد المالية، ومصداقية وشفافية الإفصاح المالي وسلامته، هل يمكن ان ينورنا الرئيس ويوضح ما أشكل علينا بذكر هذه المواقع حتى بين الشركات الناشئة أو شركات العالم الثالث، وسنقبل حتى ولو جاءت الشهادة من دكاكين منح الجوائز العالمية المعروفة.
قال الرئيس “نما عدد المشتركين في خدمة الهاتف الثابت من 18مليون مشترك عند تأسيس الشركة إلى ما يناهز 34مليون مشترك حالياً. وبالنسبة للهاتف الجوال قفز العدد من 300ألف مشترك عند التأسيس إلى قرابة خمسة ملايين مشترك حاليا”، أقول وبالله التوفيق إن هذا يدل على تردي استثمار هذا القطاع أيام الوزارة وتعطيل لحاجات الناس، وهو لا يحسب “إنجازاً” للشركة لأنه وببساطة لا بديل للمشتركين عنها فهي الوحيدة وهم محتاجون لهذه الخدمة، و”ما يحدّك على المر إلا الأكثر مرارة منه”!، وأتوقف هنا لأكمل غداً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.