سأل معلم اللغة الإنجليزية تلاميذه عن عدد ولايات الولايات المتحدة الأمريكية، رد أحد الطلاب بسؤال يقول:.. مع بريطانيا أو بدونها!؟، المعلم البريطاني الجنسية لم يغضب من السؤال الساخر بل أبدى استياءه الشديد لما هي عليه حال سياسة الإنجليز وأوضح ان هذه التبعية اللافتة للانتباه لم تبدأ بهذا الشكل الفاقع أو هي تكرست وترسخت وأصبحت سمة لسياسة بريطانيا العظمى سابقا على يد السيدة الحديدية ثاتشر.
هذا أمر معروف ونتابع يوميا دلائله في ذلك التنسيق فوق العادة بين البلدين حول قضية فلسطين المحتلة وكذلك الضغط “التاريخي” الغربي على العراق، لكن ما يستغرب ان الجمهورية الفرنسية التي عودت العالم على استقلالية واضحة عن السياسة الأمريكية في منطقتنا خصوصاً اختلفت هذه المرة وتراجعت، وكأنها قررت اللحاق بالمملكة المتحدة لهثاً وراء صياد الجوائز الأمريكي.
يدفعني إلى هذا القول رفض السفارة الفرنسية بالرياض منح تأشيرات دخول إلى اثنين احدهما ممثل لمكتب محاماة سعودي يتولى متابعة قضايا بعض أسرانا في غوانتانامو وسيدة سعودية هي شقيقة اثنين من الاسرى السعوديين هناك في “قاعدة الظلم” غوانتانامو، والغرض من السفر كان المشاركة في عرض الجوانب الإنسانية لمحنة الأسرى والتذكير بحقوقهم التي تم تناسيها بسبب “العدالة العمياء أو العوراء”! الأمريكية، العرض أو المعرض يأتي على هامش مؤتمر باريس للمنظمات الإنسانية والخيرية الذي عقد الاسبوع الماضي.
وتذكر جريدة “الحياة” على لسان المحامي عبدالعزيز القاسم “ان رفض السفارة الفرنسية جاء رغم اكتمال الطلبات ووصول فاكس رسمي إلى السفارة بالدعوة للمشاركة، موظف السفارة كما أوردت الصحيفة قال: ان منح التأشيرات إلى السعوديين يستغرق ثلاثة أسابيع وعليكم ان تنسوا الحضور لهذا المؤتمر!”.
قبل هذا الرفض كان هناك رفض آخر من السفارة لطلبات 12أكاديمياً سعودياً لحضور نفس المؤتمر وهم يمثلون كبريات الجمعيات الخيرية، المدهش ان السفارة لم تبرر وتوضح أسباب رفضها سفرهم إلى عاصمة “الحرية”، ومن حق اية سفارة ان ترفض طلب التأشيرة لكن مع التبرير خاصة مع شعارات العدل والمساواة والحرية المعلنة، وحقوق الإنسان التي يدعى الوصل بها، أليست قضية الاسرى قضية إنسانية يمكن النظر إليها بتجرد خاصة مع استمرار الاعتقال في قاعدة السجن غوانتانامو من دون ادلة على جناية أو جرم!؟. لكنها فيما يبدو شعارات تخضع للانتقائية.. حسب الرغبة والرياح السياسية!، والترحيب يتم للسائحين فقط!، لكن دهشتي بدأت تتبخر رويدا رويدا عندما قرأت مقالا للدكتور محمد الهرفي في جريدة الوطن السعودية، استعرض فيه معاناته في مطار دولة الكويت!!، وكيف تم إجباره مع سعوديين آخرين على الانتظار طويلا وعندما سأل عن سبب هذه المعاملة قوبل بجفاء من المسؤولين في المطار بل ان أحدهم قال إنها تعليمات السفارة السعودية!!، وهل يعقل ان تكون تعليمات سفارتنا هناك بهذا الشكل!؟، قطعا الجواب بالنفي، الهرفي لم يحبط بل اتصل بالسفارة السعودية واجابه مسؤول فيها بأن هذه إجراءات كويتية لا دخل للسفارة فيها، وكان الأولى بالسفارة السعودية في الكويت ان تصدر بيانا تنفي فيه ذلك ليعلم المواطن السعودي الحقيقة، وكان ولا زال من واجبها ان تتابع اي صعوبات أو تمييز في التعامل يتعرض له المواطن لتتدخل وتدافع عنه، أليس هذا هو من أسباب وجودها!؟.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط