جدول الضرب.. اليومي.

تعلمنا جدول الضرب بالضرب، بالتأكيد لسنا جميعا قد مررنا بذلك الطريق ولكنّ كثيراً منا تشنجت يداه واحمرتا بذريعة الحرص على مصلحته بالطبع!!.
الداعي لهذه المقدمة رسالة من أخت كريمة تعمل صيدلانية ساءها خبر نشر في جريدة الرياض عن مراجعة قامت بضرب صيدلانية في مركز صحي، وهي تقول أن التربية لها دور أساسي، وأتفق معها بأن سوء التربية له الدور الأساسي!، وبحثت عن الخبر في موقع الرياض على الشبكة ولم أجده لكن لم يخب ظن الأخت الصيدلانية، حيث وجدت خبرا آخر من مكة المكرمة هذه المرة وفي نفس العدد، يروي حادثة ضرب قام بها مواطن ضد طبيبين يعملان في مستشفى حراء العام،.. مما يعني أن العاملين في السلك الطبي مستهدفون، وهي قد تكون رسالة تبين مستوى الرضى عن الخدمات الصحية إذا كان هناك من يريد أن يتلقاها؟
فهل أصبح الضرب وسيلة للتفاهم وشرح وجهة النظر من خلال “وجه أو رأس” الطرف المقابل!!، هل تحول إلى شكل من أشكال الحوار!؟،.. هل لبعض الفضائيات دور في إنعاش الذاكرة واستدعاء جدول الضرب بكل تداعياته!!؟.
نعود إلى جدول الضرب الذي كان حفظه “صم” إحدى العقبات الكبيرة التي تواجه التلميذ لصعوبته ولمسماه .. جدول الضرب!، ثم بعد أن يكبر التلميذ وفي تلافيف ذاكرته تم بالعصا حفر أن الضرب مهم وارتبط بالنجاح وله جدول أيضا، يقوم بعد هذا “الحقن” بتحديد هذا الجدول حسب شخصيته يمكن أن يكون الضرب يومياً أو أسبوعياً أو مزاجياً، مع القريب أو الحبيب أو يتخصص في الغريب، ولا أستطيع القول أن الحوار باللكم والرفس و”التلشيط” بالعقال أو شد الشعر على الطريقة النسائية، لا أستطيع القول أنه ظاهرة لكنه موجود، وأتصور أن لجدول الضرب دوراً ولو حتى واحد في المائة، لأنه جعل للضرب مرجعية تعليمية وتربوية وارتبط التلميذ بضرب تلقاه ولابد أن يعيد الأمانة! ولأن المعلم قد ابتعد كثيرا وغاب في الزحام، يمكن أن ينفس عنه في أخر … والوعد قدام، لكن ماذا نقول في الأمي غير المتعلم؟، مثل هذا قد لا يكون تعلم أن للضرب جدولا في المدرسة، ولكنه بالتأكيد تذوقه في المنزل أو الشارع لذلك قد يكون لديه الأمر من غير جدول!، والأخت الصيدلانية تطالب بدراسة ذلك وأتفق معها لكنني لا أعلم ممن أطلب ذلك!؟.
اللجوء للضرب كوسيلة لشرح وجهة النظر و”جبر” على تطابقها مع وجهة النظر الأخرى، له أسباب قد يكون منها جدول الضرب، لكننا لم نتأثر جميعا به فقد تهذبنا أو أكثرنا على الأقل، فما هو الداعي للجوء بعض منا للضرب، أعتقد أن الطرق المسدودة تدفع البعض لهذه الطريقة المختلفة، ومن الذي يقع فيها ويدفع ثمن الضرب أو الإهانة والشتائم؟، يقع فيها غالبا الموظفون الذين يواجهون الجمهور، ففي حين يكون صاحب القرار محتميا في مكتبه وأمامه مجموعة من العقبات على شكل أشخاص وأدوار، يكون من يواجه الجمهور في العراء ومطلوب منه أن يبرر أشياء لا يعلم عنها مثل عدم توفر حاجة ما، أو إلغائها، ليس هذا تبريرا لهواة الضرب، لكنه محاولة للبحث عن جذورها، والسلك التعليمي يعاني أكثر من الطبي وهما في الهم سواء ولا أنسى خبرا مروعا نشرته إحدى الصحف، لا أذكر اسمها، منذ فترة يقول أن تلميذا في الابتدائي أو المتوسط غضب من تعامل أحد المعلمين الذي قال الخبر أنه نصحه فجاء صبيحة اليوم الثاني في الطابور ومعه مادة البنزين فسكبها على ثياب المعلم وحاول إشعال ولاعة كانت بيده إلا أن الحاضرين تمكنوا من إيقافه!..، أليس مروعا أن يفكر طفل بهذا الشكل؟، إذن ماذا نتوقع من المراجعين في المستقبل!؟.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.