‘يصير خير’

هم أو هن غير مؤهلات للحياة العملية!، مخرجات التعليم تقول هكذا، والكل صدق مقولة القطاع الخاص وهي كلمة حق يراد بها باطل، إذن لابد من التدريب، وبلمحة بصر أصبح نشاط التدريب ومعاهده من أكبر المجالات الاستثمارية المغرية في بلادنا حتى إنها “شكلاً” أعادت لنا بعضاً من ماء الوجه الذي تبخر مع كثرة مطاعم المضغوط والمندي، ومنذ أن بدأ هذا الوليد كتبتُ في زمن مضى عن أهمية التصنيف والرقابة وعدم استغلال حاجات الشباب، وحتى لا نحصل على نفس المخرجات، وقتها وصلني من أصحاب الشأن أنهم يجرون دراسة ولعلها لا زالت تجري وفي رواية تجري حتى هذه اللحظة في نفس المضمار وكأنني أراها وقد أصاب الوهن ساقيها من الجري الذي لا ينقطع، نموذج لحال التدريب الذي ركن إليه البعض جاء في رسالة من طالبات معهد العالمية بعنيزة، دفعت كل طالبة ستة آلاف ريال عن الفصل الدراسي الواحد!، وهو مبلغ كبير للحصول على دبلوم الحاسب الآلي، والهدف هو البحث عن وظيفة بعد حمل الدبلوم، إلى هنا والأمر عادي، أمضت الطالبات الفصل في دراسة خمس مواد من ستة مواد مقررة عليهن، وأبلغتهن إدارة المعهد أن المادة السادسة تم تأجيلها للفصل الثاني، وهي مادة مدرب الطباعة، وهي إحدى المواد التي تم التعذر بها لرفع رسوم الدبلوم!!؟، وقبل أسبوع من نهاية الفصل الأول قالت إدارة معهد العالمية إن المادة قررت هذا الفصل!؟،
حاولت الطالبات مناقشة الأمر مع المسؤولين في المعهد لكن من دون فائدة تذكر، إلى أن تم الوصول إلى المدير الذي قال: يصير خير!، ولم يتبدل شيء، ويظهر لي والله أعلم أنه قصد في الخير الذي يصير..، خيراً للمعهد وقد تكون الطالبات لسوء فهم لديهن لكونهن متدربات فهمن خطأ أن الخير الذي “يبي يصير” لمشكلتهن!!.
وحتى يعلم المخططون والمكلفون بمراقبة المعاهد إذا كان هناك من هو مكلف ويراقب! أن التدريب فيه من “الكلفته” الكثير الكثير، فإذا كانت العالمية وهي من الأسماء المعروفة في هذا المجال تفعل هكذا، فما يمكن لنا تخيله في المعاهد الأخرى له بداية وليس له نهاية، إذا كان معهد التدريب يقرر تدريس مادة مهارية تحتاج إلى الممارسة في مدة أسبوع ويفعل ذلك وكأنه وزارة المعارف أو مؤسسة تدريب مهني وفني مستقلة، ولا تجد الطالبات من يرد الصوت، ولم يكتشف ذلك أحد من الجهات الإشرافية بل.. الإستشرافية في الواقع!؟، فلنا أن نقول على التدريب السلام، هذا نموذج أقدمه حتى لا نصدم بالمخرجات مثلما صدم البعض بالبطالة والفقر، ولأن “الدرعا ترعى” في التدريب فيمكن لي أن أضمه لأفضل مجالات الاستثمار في بلادي،..، فالعائد ضخم والمخاطر ضئيلة ومطبعة الشهادات متوفرة، أما التصنيف والرقابة والإشراف فهي في حكم.. يصير خير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الرياض. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.