البنغال ليسوا وحدهم!

بعض الإخوة أرسل عن افتتاح موقع على الإنترنت يتناول الجرائم التي تتهم بها العمالة البنغالية، الحقيقة أنني أتحفّظ على هذا التوجّه، بل احذر من تصاعد هذه الموجة التي لا يستطيع احد توقّع عواقبها. الأجدى لو وضعت النقاط على الحروف بصورة عاجلة… التأخر في هذا الشأن قد يسبب مضاعفات نحن في غنى عنها ولا تغفل عن فطنة كل حريص.
لا أتوقع أن الخلل محصور بعمالة بعينها، توقعي أن «بلانا منا وفينا»، إما تهاوناً أو جهلاً وغفلة، أو تواطؤ بعض قليل منا، وإذا كانت العين الآن على العمالة البنغالية فهي في تقديري ليست سوى ظاهر الورم الذي يخفي حقيقة المرض المتواري، قد لا يعجب هذا الرأي البعض، إنما ليس من أغراض الكتابة جلب الإعجاب بقدر الاجتهاد في النصح، إذا كانت هذه العمالة مشكلة فيجب أن ندرس البيئة التي سمحت لها أو لعمالة غيرها بالتجاوزات، ونعلم أسباب عدم إيقاف ذلك عند حده في الوقت المناسب، قبل أن يستشري كما هو حاصل الآن.
أخمن، وليس لي سوى التخمين والافتراض بناء على معطيات ناقصة، أن تلك العمالة الرخيصة والمتوافرة في الشوارع يمكن استخدامها شراكة أو أدوات من ضعاف النفوس لأغراض سلبية كثيرة. إن استمرار وجود مثل تلك «البيئة» يعني انه يمكن استبدال تلك العمالة بغيرها للأغراض السيئة نفسها. لا أبرئ مجموعات من البنغال، كما لا يمكن أن أقع في خطأ التعميم الحاصل الآن، نعم أدعو للاستغناء عنها أو الحد منها، لكن هذا لن يكفي وحده. بمستوى الأهمية نفسه لا بد من فحص وعلاج البيئة التي سمحت لهم بمثل هذا العبث المستمر.
في قضايا سرقة المعادن هل من الصعوبة بمكان معرفة المشتري النهائي لهذه المسروقات؟ في قضايا سهولة وصول العمالة الراغبة في الهرب إلى «الترحيل» وقدرة بعضها على السفر! وإلزام الكفيل بتذاكر سفر لعمالة مخالفة؟ في مسلسل «رحل يا مرحل» ألا تثار علامات استفهام وتعجب؟ ألا يدفع هذا إلى الإسراع لإيقاف العمل بالسماح بالتنقل للعمالة؟
وصل المسروق إلى الإعلان في الصحف طالباً الفزعة. اقرأ في صحيفة «الرياض» إعلاناً لتــاجـــر يخـــبر فيه عن سرقة خمسة آلاف لفة «كنسرتينا» من الأسلاك الشائكة، ويضع جائزة لمن يدله عليها، وينبه من تعرض عليه للشراء! وعلى صفحة كاملة من العدد نفسه تحقيق عن جريمة كبرى لتك العمالة والمصدر الشرطة، لم ينته الأمر، في صفحة مجاورة إعلان عن طلب تأشيرات للعمالة نفسها! يا ترى أين أصبحنا؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على البنغال ليسوا وحدهم!

  1. يزيد الدغيثر كتب:

    عزيزي الكاتب عبدالعزيز اشاركك بأن هناك بيئة سمحت لهذه العماله في التجاوز وان هناك خلل خطير في وضع العماله لدينا عموما ولكن فيما يخص العماله البنغاليه هناك اشكاليه كبيره سأوجزها وتتمثل في ثقافة هذا الشعب الغريبه ومن اخطرها تضامنهم مع بعض في الحق والباطل وفزعتهم لبعض في كل شي حتى في السرقه والقتل فما اسهل ان يفزعون اجماعا مع اي بنقالي سواء ظالما او مظلوما وثاني شي لايقيمون اي وزن لأي رادع وهنا المصيبه وثالثها لايتوانون عن ارتكاب ابشع الجرائم وبكل برود ولأتفه الاسباب فألف ريال لن يعيق الوصول لها حتى لو ادت لقتل الضحيه وليس ضربه ناهيك عن الجرائم الاخرى من شذوذ واغتصاب وسرقات وتمرير مكالمات .. فما ذكرته سابقا مع وجود بيئه تهيء لذلك لاشكل ان الوضع يصبح خطير لهذه الجنسيه بالذات ولابد من الاسراع في حلول عاجله وماحدث في الكويت تجاه هذه العماله بالذات دليل قوي لخطورتهم على اي مجتمع وادلل على ذلك فأن بلادنا يوجد بها الملايين من العماله ومن دول شتى ولكن لايوجد جنسيه في جرائمها وجرئتها وتجاوزها مثل لبنقال بل كل جنسيه تكون تجاوزتها في المعقول

  2. جمعان واصل الرديعي كتب:

    بشأن موقع لا للإفساد ( موقع لاتخفى ركاكته )

    سمعت – والله أعلم – أن وراء هذا الموقع ثلة من الشباب ( من إحدى الجنسيات العربية ) العاملين في مكاتب السفريات ومكاتب التخليص ومكاتب التأمين ممن لهم دراية بالحاسب ويعملون على أجهزة تابعه لأعمالهم ، ويستغلون ما تكتبه أقلام سعودية مع التركيز على عبارات الوطن وخادم الحرمين وحكومتنا الرشيدة وهلم جرا ..
    هذا الكلام سمعته وتحققت من بعض جزئياته ، وعندما قرأت مقالك المختلف عن العمالة البنغالية سعدت به ورأيت من واجبي ابلاغك بما سمعت لوضعك في الصورة حتى وان لم تكن مكتملة فوصولها لمثلكم ناقصه خير من عدم وصولها والسلام .

  3. محمد الشهري كتب:

    الاخ جمعان واصل الرديعي
    انا وقفت على نفس الاشخاص الذين يعملون في الموقع وهم ثلاثة اشخاص
    مختلفي الاعمار سعوديين غيورون على هذا البلد ..
    ولو اعتبرنا كلامك صحيح فماهي الفائدة المرجوة لهم ..
    اخي الغالي من يهمه مصلحة الوطن تلقى عليه الاتهامات ..
    وانا هنا لاقف لاعجابي بكتابنا الرائع ..

التعليقات مغلقة.